موقع الشيخ
حفظه الله
سالم بن سعد الطويل

أخي عبدالعزيز بودي لماذا بعض الناس يقول : أنا لستُ من الإخوان المسلمين ؟

14 ذو القعدة 1441 |

الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والعاقبة للمتقين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد : فأننا نسمع كثيراً من يقول عن نفسه أنه (ليس من الإخوان المسلمين) فما تفسير ذلك وما أسبابه ؟ في الحقيقة أن لهذا النفي عدةَ تفسيرات وقد تكون كلها صحيحة لإختلاف قائلها ولبيان ذلك أقول : أولاً : من الناس من ليس من الإخوان حقاً وهو صادق بما يقول ولكنه متعاطف معهم مغتر بهم يظن أنهم يمثلون الإسلام ويدافعون عن الدين وأنهم يريدون تطبيق الشريعة ويحكمون بما أنزل الله تعالى ، والواقع يشهد أنهم ليسوا كذلك فقد تمكنوا من الحكم ولَم يطبقوا الشريعة !! ثانياً : ومن الناس من يتعاطف معهم لأنهم مظلومون وأن منهم من قُتِلَ شهيداً ومنهم من سُجِنَ وأنهم شُردوا وصُودرت حقوقهم وأُخْرِجوا من ديارهم بغير حق، وكما هو معلوم أن عاطفة المسلمين عادة شديدة ، لا سيما أن الإخوان المسلمين يستعملون المظلومية كثيراً ، وكثيراً ما يستعطفون المسلمين بالصور والأخبار الكاذبة . ثالثاً : ومن الناس من يظن أن الإخوان واقفون بوجه الإلحاد والكفر والظلم وأنهم سبب في الحد من الزحف العلماني والليبرالي وأنهم يتصدون لمخططات الغرب وأعداء المسلمين ، وهم ليسوا كذلك ، بل تعاونهم مع أعداء الإسلام معلن ومشهور . رابعاً : ومن الناس من يظن أن لا بديل عن الإخوان إلا العلمانيون أو الملحدون فإن لم يقف معهم سيتولى من هو شر منهم ، وهذا المفهوم قد زرعه الأخوان أنفسهم في قلوب الناس فما أن ينتقدهم أحد إلا وقالوا أليس الإخوان أولى من العلمانيين ؟! خامساً : ومن الناس أيضاً من ليس من الإخوان لكن يظن أن الإخوان مجاهدون ومحاربون لليهود ويسعون لتحرير فلسطين من أيدي اليهود الصهاينة المغتصبين فيتعاطف معهم ، والواقع يشهد أن الإخوان بثوراتهم هدموا بلاد المسلمين وافسدوا وشردوا أهلها وسلم منهم اليهود . سادساً : ومن الناس من يظن أنه إن لم يتعاطف مع الإخوان ويقف معهم ويناصرهم ويتبرع لهم فهو ضد الإسلام وضد العدالة والأخلاق وسيكون حتماً مع الكفر والظلم والفساد، والإخوان دائماً يسعون إلى ترسيخ هذا المفهوم في نفوس المسلمين. سابعاً : ومنهم من يكون على منهج الإخوان قلباً وقالباً معناً وحساً لكنه يتبع تنظيماً غير تنظيم الإخوان فينفي عن نفسه أنه من الإخوان ويقصد بذلك أنه ليس معهم في التنظيم الهرمي الحزبي ، وإن كان هو على منهجهم ، وقد تكون هذه الفئة الأكبر ممن يقول عن نفسه بأنه ليس من الإخوان ، كالسرورية وحزب الأمة وجماعة الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق وتلاميذه كحاكم المطيري وحامد العلي ونبيل العوضي وحجاج العجمي وكذلك العودة وسفر الحوالي وغيرهم كثير . ثامناً : ومنهم من يقول بأنه ليس من الإخوان لأنه في بلد تصنف الإخوان المسلمين حزباً إرهابياً . مثل عبدالله ابن بيه ووسيم يوسف والجفري تاسعاً : ومنهم من ينفي أنه من الإخوان المسلمين لكي يصل إلى منصب من خلاله يحقق مصالحه ومصالح حزبه وهذا من ترتيب الحزب وحتى ولو اضطر إلى الهجوم على الإخوان والطعن فيهم علناً . عاشراً : ومنهم من ينفي انتسابه للإخوان المسلمين بسبب مواقف مخزية وقفها حزب الإخوان المسلمين وهؤلاء أُخوان الكويت ، ولذلك فهم بعد احتلال العراق للكويت غيروا اسم حزبهم من حزب الإخوان إلى حزب الحركة الإسلامية الدستورية (حدس) بسبب تأييد حزب الإخوان لصدام حسين في غزوه للكويت . الحادي عشر : ومنهم من يزعم أنه ليس من الإخوان المسلمين "تقية" حتى يصل إلى مآربه ومآرب حزبه. الثاني عشر : وكثير منهم يدور في فلك الإخوان المسلمين ويتم استغلاله من حيث لا يشعر ويقدم لهم خدمات وتبرعات ويُسْتَغل في الإنتخابات وينشر لهم الدعايات فهو عضو فعال في حزب الإخوان وهو لا يعلم ، ثم ينفي بحسن نية كونه من الإخوان وعلى استعداد أن يقسم بالله أيماناً مؤكدة بأن ليس له أي علاقة بهم. الثالث عشر : منهج الإخوان مطاطي واسع مذبذب يحتوي على كثير من المناهج والعقائد فيشمل من يشمل ويتعاون معهم من ليس منهم ثم يصدق على أحدهم أن يقول بأنه ليس من الإخوان . ١٤/ ومن منتسبي حزب الإخوان المسلمين من يخجل أو يخاف إظهار انتسابه للحزب وذلك لسوء نتاجهم وإقترانهم بالإرهاب والتفجير والثورات واستغلال أموال الصدقات والتبرعات وكل ما هو شر للعباد والبلاد

هذه الأسباب التي أعرفها ويعرفها غيري وقد تكون هناك أسباب أخرى لا أعلمها الله يعلمها وهو العليم الخبير . ونصيحتي لكل مسلم ومسلمة أن يحذر من هذا الحزب المنحرف الضال الذي لا يريد للمسلمين خيراً ، وقد أفسدوا على المسلمين دينهم ودنياهم .

سألت الأخ عبدالعزيز بودي ومنذ سنوات أتبادل معه الرسائل ويدافع بشدة عن الإخوان سألته السؤال التالي: هل أنت من الإخوان ؟ فأجابني : أنا مع الحق !!

ذكرني بضابط في الجيش الكويتي في الثمانينات رافضي متعصب للمرشد الأعلى الخميني . سأله زميله ضابط معه : له لو صارت حرب بين الكويت وإيران مع من تكون ؟ فقال الرافضي : أنا مع الحق سبحان الله تطابقة!! أقول : سبحان الله تطابقة إجابتهما ، ألم أقل لكما إنهما حزبان ليس ولاؤهما لبلادهم حزب المرشد العام وحزب المرشد الأعلى . والله المستعان

والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

المقالات