أخي فيصل بن قزار الجاسم وفقك الله لهداه لا تُشمت بِنَا الإخوان ولا تَصفِ السلفيين بالمتحزبين !
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، ولا عدوانَ إلَّا على الظالمين، والعاقبةُ للمتقين، وصلَّى اللهُ وسلَّم وبارك على نبينا محمدٍ، وعلى آلِه وصحبه أجمعين. أمَّا بعدُ: فقد نشر أخونا الشيخُ فيصل بن قزار الجاسم -وفقه الله تعالى- مقطعًا طويلًا هاجم فيه السلفيين، وأخرجهم من السلفية، وقسَّمهم أقسامًا، وحزبهم أحزابًا، ولقبهم بألقابٍ غريبةٍ وغيرِ لائقةٍ، وحسب علمي أنه لم يسبقْه أحدٌ بمثل تقسيماته، ولا لقبهم بمثل ألقابه!! ثم إنه لم يُعين أرباب كلِّ حزب ولا أسماءَ مشايخهم ولا مَن أسسهم ولا أشهرَ أتباعهم ولا مكانَ وجودِهم، وبهذا الأسلوب ترك كلَّ قارئٍ وسامعٍ ينزلُ كلامَه حسب فهمه الخاص. ولستُ أدري -والذي نفسي بيده- بعد هذه الأقسام؛ إلى أي سلفية ينتسبُ هو ؟ وهل أراد بوصف غيرِه بالحزبية تبرئةَ نفسِه منها؟ أو أرادَ التشفيَ مِن أشخاص معينين. أو أرادَ أن يُبينَ أنه يفهمُ السلفيةَ الحقةَ أكثرَ من غيره؟ أو أرادَ إرضاءَ فئةٍ معينةٍ فوجد السبيل إلى ذلك بالطعن بغيره؟ على كل حال؛ إذا كان الأخُ الكريمُ فيصل سلفيًّا؛ فليعلم أن كلامَه قد فرح به الإخوانُ المسلمون ومَن تفرع منهم كالسروريين، والتكفيريين ، والمساعرةِ، والهيتويةِ، والصوفيةِ، والأشاعرةِ، وحزبِ الأمة، وطائفةِ (محشوم)، وطائفةِ (أنا لست من الإخوان)، وكلُّ مَن يعمل بقاعدة (نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه). فلا نجد مثلاً الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق يرد على د.عجيل النشمي، ولا د.عجيل يرد على د.خالد المذكور، ولا د.المذكور يرد على د.محمد عبدالغفار، ولا د. عبدالغفار يرد على د.طارق السويدان، ولا د.السويدان يرد على د.حاكم المطيري، ولا د.حاكم يرد على د.طارق الطواري، ولا د.الطواري يرد على د.أحمد الذايدي ولا د.الذايدي يرد على د.عيسى زكي، ولا د.زكي يرد على عزام التميمي، ولا عزام يرد على د.شافي العجمي، ولا د.شافي يرد على د.عبدالرزاق الشايجي، ولا د.الشايجي يرد على حمد السنان، ولا السنان يرد على د.وليد الطبطبائي، ولا د.الطبطبائي يرد على د.جمعان الحربش، ولا يرد د.الحربش على د.حامد العلي، ولا د.حامد يرد على د.محمد العوضي، ولا د.محمد العوضي على د.نبيل العوضي، ولا د.نبيل يرد على النائب السابق مبارك الدويلة، ولا النائب الدويلة يرد على الأستاذ جاسم مهلهل الياسين، ولا الأستاذ جاسم على يرد د.صلاح الراشد، ولا يرد د.الراشد على د. عليّ يوسف سند غلوم، ولا د.علي غلوم يرد على ناصر شمس الدين بل ولا على النصراني عزمي طوني بشارة، ولا أحد من هؤلاء يرد على د.يوسف القرضاوي ولا الحبيب الجفري ولا راشد الغنوشي ولا سلمان العودة ولا محمد العريفي ولا المسعري ولا سعد الفقيه، إلا نادرًا، والنادر لا حكم له. وهكذا ينصرُ بعضهم بعضًا ويدافعُ بعضهم عن بعض ويسكتُ بعضُهم عن بعض على الرغم من التفاوت بينهم، فتحسبهم جميعًا وهم شتى في دينهم وعقائدهم ومناهجهم. بينما أخونا السلفي قطَّع السلفيين وشتتهم أحزاباً وجعل لهم أصولاً متفاوتة بل وأخرجهم من السلفية، واعتبر آحاد أفعال بعضِهم أفعالاً لهم جميعاً، وكثير منها أخطاء حقيقية بلا شك، والتنبيه عليها في مكانه لكنه أخطأ - غفر الله له-لما جعلها أصولاً حزبية، وعلى ذلك اعتبرهم أحزابًا،وكلُّ حزب بما لديهم فرحون. بل -وللأسف- رماهم ببعض ما يرميهم به المخالفون من التشكيك بذممهم والجهلِ والهوى، وأنَّ العلمانيين والليبراليين استخدموهم من حيث يشعرون أو لا يشعرون، ونسي أنهم مسلمون موحدون أهلُ سنة ليس عندهم تصوفٌ ولا شعوذة ولا خروج ولا تكفير ولا تفجير ولا علمانية كما عند غيرهم ممن تشمت بهم. وأخيرًا قبل الختام عندي تنبيه واقتراح وملاحظة. أما التنبيه فأقول: من حق الأخ الشيخ فيصل أن ينكرَ الخطأَ على قائلِه بعينه ويذكرَه باسمِه حتى لا يحصلَ تعميمٌ ولا ينبغي له اتهامُ إخوانَه بالحزبية، ولا يجوز أن يُشككَ في النيات حتى لا يظهر مظهرَ المعادي للسلفيين والمحارب لهم ويشمت بهم المخالفين بل هذا التعميم قد يدخل هو فيه نفسه، وحتى لا يدع مجالًا لكلِّ مُغرضٍ يُنزل كلامَه على من شاء . وأما الاقتراح فهو أن يعرضَ كلامَه على العلماء فقد يوافقونه فيكون موقفُه قويًّا، وقد يوافقونه لكن لا يوافقونه على نشره، وقد يخالفونه وينصحونه، وحتى لا يقع في ما عاب به على غيره . وأما الملاحظة فإن من دقق في كلام الأخ الشيخ فيصل سيجد أنه وقع فيما انتقده على غيره. وأشد ما أخشاه أنه في المستقبل القريب يجرُّ إخوانَه لمعركة جديدة وجبهةٍ للردود ويشغلهم عن المخالفين للعقيدة الصحيحة والمنهج السلفي القويم. والأخ فيصل بن قزار -هداه الله تعالى- كثيرًا ما يدَّعي أن السلفيين لا يفهمون كلام العلماء وتأصيلاتِهم، ويدَّعي لنفسِه فهمَ ما لم يفهمْ غيرُه، وهذا مسلكٌ خطيرٌ ينبغي أن ينتبه له فقد تكون له عاقبةٌ سيئةٌ للغاية، والله المستعان. والحمد لله أولًا وآخرًا وظاهرًا وباطنًا، وصلَّى اللهُ وسلَّم وبارك على نبينا محمدٍ، وعلى آلِه وصحبِه أجمعين.