موقع الشيخ
حفظه الله
سالم بن سعد الطويل

التعقيب المبين على النائب أسامة الشاهين

22 صفر 1442 |

قال تعالى :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8) سورة المائدة

الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والعاقبة للمتقين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

فلقد وقفتُ على تغريدة للنائب أسامة الشاهين قال فيها: (الجامية عالةٌ على الحكام والحكومات وعلى الوزير "فلان" وزملائه بمجلس الوزراء واجب استبعادهم من منابر التأثير، فهم متناقضون لا يعتمد عليهم).

وقد أرسلت للأخ الكريم أسامة الشاهين رسالة هذا نصها: من سالم بن سعد الطويل إلى الأستاذ الكريم والأخ الفاضل النائب أسامة الشاهين: السلام عليك ورحمة الله وبركاته بلغني عنك ثناء كبير فقالوا بأنك قمةٌ في الأدب والخلق، فهنيئاً لك، وأسأل الله تعالى لك المزيدَ من فضله، ولكني وقفت على تغريدة منسوبةٍ لك، أحببت أن أتبين حتى لا أصيبكَ بجهالة فأصبحَ من النادمين. وذكرت له نص التغريدة...

ثم قلت له: أرجو الإفادة، هل هذه التغريدة لك؟ وإن كانت لك فمن هم الجامية في الكويت؟ وكم عددهم؟ وهل هم مسلمون؟ وإذا كانوا مسلمين فهل هم كويتيون؟ وما منابر التأثير التي علوها؟ هل تقصد منابر المساجد؟ وإذا كانت منابر المساجد فهل حضرتك تطالب بمنعهم من الخطابة في المساجد؟

أرجو الإفادة لأني أفضّل التأكد والتبين قبل الحكم على الأشخاص. والسلام عليك ورحمة الله وبركاته. انتهت رسالتي المرسلة له.

والأخ "أسامة" اعتذر عن الرد لظروف خاصة، لكن أقرّ أن التغريدة من حسابه الشخصي وقد كتبها بنفسه.

فأقول وبالله أستعين وعليه، أتوكل وإليه أنيب: إن التنابز بالألقاب ظلم ولا يجوز شرعاً، وهذا ينافي الأدب الذي سمعته عنك ألم تقرأ قول الله تعالى: {وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}.

والذين لمزتهم ولقبتهم بالجامية إنما هم طلبة علم ودعاة من أهل السنة، لهم جهود علمية ودعوية وأيضاً لهم حقوق كغيرهم، فلماذا تطالب بإستبعادهم؟

وبماذا كانوا عالةً على الحكام والحكومات ؟

وما هي تناقضاتهم التي أشرتَ إليها في تغريدتك أيها النائب المحترم؟

إذ ما سمعنا أن أحداً منهم قال: من حق كل إنسان أن يعترض على الله ورسوله.

ولا سمعنا أحداً منهم كفّر حاكماً من حكام الكويت.

ولا قالوا ليس في أعناقنا بيعة لأمير الكويت.

ولا قالوا قط الحرية أهم من الشريعة.

ولا طالبوا برئيس مجلس وزراء شعبي منتخب .

ولا اعترضوا على الأمير في اختيار رئيس لمجلس الوزراء.

ولا طالبوا بسحب حق الأمير في تشكيل الحكومة، وجعله أميراً فخرياً صورياً.

ولا قالوا للأمير لن نسمح لك ولن نخضع لك، ولا تطاولوا عليه.

ولا سمعنا أن أحدهم تولى منصب وزير أو وكيل أو مستشار أو نافس على شيء من ذلك أو طالب به

وهم لا ينتسبون لحزب سياسي، ولا لتنظيم سري خفي ولا علني، لا محلياً ولا ودولياً.

وليس لهم بيعة لأحد خارج بلادهم لا للمرشد العام ولا للمرشد الأعلى.

ولا يسبون أحداً على المنابر.

ولا يحرضون الناس على الحاكم ولا على الحكومة.

ولا سمعنا أحدهم قال لرئيس مجلس الوزراء ارحل ارحل.

ولا سمعنا أن أحداً منهم زار القذافي واجتمع معه في خيمته.

ولا سمعنا أن أحداً منهم يدعو إلى الفوضى الخلاقة ويتآمر مع القذافي على بلده.

ولا تصادموا قط مع القوات الخاصة ورجال الأمن ولا تضاربوا معهم.

ولا سمعنا أن أحداً منهم قط تورط في قضايا اختلاس أو تحويلات غير مشروعة.

ولا سمعنا أن أحداً منهم تورط في قضايا أمن دولة.

ولا سمعنا أنهم ينافسون في الانتخابات، ولا أحداً منهم رشح نفسَه.

ولا علموا طلابهم على كيفة شراء الأصوات وذمم الناخبين، ولا كيف يزوّرن عناوينهم.

ولا سمعنا أحداً منهم قال: يجوز صرف أموال الزكاة لصالح الانتخابات لتأييد مرشح معين.

ولا سمعنا أن واحداً منهم عمل لمدة خمس وعشرين سنة في لجنة استكمال الشريعة، وحصد آلاف مؤلفة من المكافآت ناهيك عن الهدايا والأطعمة والمشروبات.

ولا سمعنا أن أحداً منهم تم تحويله للنيابة بسبب اختلاس جمعية تعاونية أو لجنة خيرية.

ولا سمعنا أن أحداً منهم فتح مركزاً وعقد دورات في تعليم الطاقة والدجل والخرافات.

ولا سمعنا أحداً منهم له تخابر مع دولة "ما" ضده بلده.

لا سمعنا أن أحداً منهم شارك في اعتصام رابعة في القاهرة.

ولا سمعنا أن أحداً منهم شارك في مظاهرات دوار اللؤلؤة في البحرين.

ولا سمعنا أحداً منهم سب دولة خليجية أو هاجم حكامها واحرج ولاة أمرنا.

ولا سمعنا أن أحداً منهم له علاقة بعزمي بشارة الصليبي النصراني الحاقد المفسد الإسرائيلي الجنسية.

ولا سمعنا أن أحداً منهم كان سبباً في ما يسمى بالتطبيع مع اليهود.

ولا سمعنا أن أحداً منهم خرج في مظاهرات أو مسيرات أو اعتصامات أو دعا لها أو أجازها.

ولا سمعنا أن أحداً منهم تورط في قضية اقتحام مجلس الأمة.

ولا سمعنا أن أحداً منهم دعا موظفي القطاع النفطي للإضراب عن العمل. ولا شارك أحد منهم قط في خطابات ساحة الأدارة .

ولا سمعنا أن أحداً منهم هرب خارج البلاد حتى لا ينفذ حكماً قضائياً صدر في حقه.

ولا سمعنا أن أحداً منهم سب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أو كفره أو توعده بقطع رأسه أو افتى بذلك واحرج ولاة أمورنا.

ولا سمعنا أحداً منهم افتى بمشروعية العمليات الإرهابية

ولا سمعنا أن أحداً منهم تورط في تفجير مسجد الصادق في الكويت.

ولا سمعنا قط أن أحداً منهم سرق أموال التبرعات.

ولا سمعنا أن أحداً منهم يعتقد عقائد الفرق الضالة كالخوارج والمعتزلة والإباضية والأشعرية وغيرها.

ولا سمعنا أحداً منهم قط قال لا تظلموا المثليين.

ولا سمعنا أن أحداً منهم ذهب إلى العراق أو سوريا أو أفغانستان أو أرسل شباباً إلى تلك المناطق للمشاركة في القتال والفتن.

ولا سمعنا أن أحداً منهم متورط مع خلية العبدلي.

ولا سمعنا أن واحداً منهم ورد اسمه في قائمة الإرهابيين.

والخلاصة يا أستاذ أسامة الشاهين سلم منك كل هؤلاء على ما عندهم من الطوام والفساد والإنحرافات؛ وجئت تطالب بإقصاء فئة من المجتمع وجزء لا يتجزأ، وقد علم اللّهُ تعالى أنهم بريئون مما رميتهم به.

فاتق الله وراجع نفسك، وأرجو أن لا تكون ممن قال الله عنه: {وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ}.

ولأن الله تعالى أمر أن نذكر بالقرآن فقال تعالى : {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ}.

فإني أذكرك بقول اللّه تعالى {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا}.

وقال تعالى : {وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا}.

وقال تعالى : (وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ) (152) سورة الانعام

اسأل اللّه تعالى أن يشرح صدرك للحق، وينور بصيرتك ويرزقك الإنصاف والعدل في القول والعمل.

والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

المقالات