موقع الشيخ
حفظه الله
سالم بن سعد الطويل

(٥) سلسلة نصيحة المغرر بهم من الإباضية

20 جمادى الآخرة 1442 |

الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والعاقبة للمتقين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد : فهذه سلسلة مقالات كتبتها نصيحة لعوام الإباضية الذين قد غرر بهم كبراؤهم فشذوا بهم عن أمة محمد-صلى الله عليه وسلم- فأقول وبالله أستعين وعليه أتوكل ، وإليه أنيب : زعم كبراء الإباضية أنه لن يدخل الجنة إلا من كان إباضياً فسبحان الله ما اشبه قولهم بقول اليهود والنصارى الذين قال الله تعالى عنهم أنهم قالوا : (وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ۗ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (111) سورة البقرة أمة الإسلام التي تقدر بمليار ونصف غيرهم من مات في القرون الماضية، فكلهم في النار ، سبحان الله كيف يجرؤ هؤلاء فيعلنون بأن الجنة التي عرضها السموات والأرض للإباضية فحسب وسائر المسلمين إلى النار ولن يخرجوا منها أبداً ؟!!

فيا أيها الإباضي المغرر بك أرأيت كيف يفعل بكم كبراؤكم إذ يريدون أن يشذوا بكم عن أمة الإسلام لتكون الفئة الشاذة المنفصلة عن الإسلام والمسلمين . فإن قال قائل : أين النقولات الموثقة من كتب الإباضية ومصادرهم التي تدل على صحة ما تقوله عنهم ؟ فأقول : هذا من حقك أن تعرفه ويعرفه كل إباضي مغرر به . وإليك هذه النقولات الموثقة توثيقاً تاماً فأقول :

النقل الأول : قال جميل بن خميس السعدي في كتابه (قاموس الشريعة الحاوي طرقها الوسيعة) في الجزء السابع صحيفة (٢٨٦) طبعة سنة (١٤٠٣هـ / ١٩٨٣) ما نصه: (وأما المسألة الرابعة أنه أي المذاهب أقرب إلينا؟ فكل فرقة تخالفنا ونخالفها في شيء، فليس أحد يقاربنا بمذهبه، ولا نقارب مذهبا، وكيف نقرب إلى مذهب أو يقاربنا ونحن نبرأ بشيء مما دان به من خلاف دين الله -تعالى- ونحكم به أنه هالك وأنه عدو الله كافر، جزاؤه على ذلك غداً في نار جهنم خالداً فيها أبدا بلا نهاية كخلودنا نحن: من مات منا عاصيا لله -تعالى- مصرا على ذنبه بعصيانه لله - جل وعلا- ؟ وهم كذلك يبرأون، ويحكمون بهلاكنا، ولكن لا يقولون بالخلود استعظاماً لعذاب الله لهم، ونظراً إلى حقارة ذنبهم مع ذلك، ونحن ننظر إلى عظمة الذنب وأنه لا جزاء له إلا الخلود ، لأن الله - تعالى- عظيم ، ولو صح قولهم لكان ذلك فائدة لنا ولهم، وما أحلاه من قول وما أسلاه للعقل! ولكن معنا هيهات هيهات" انتهى كلامه

النقل الثاني : قال جميل بن خميس السعدي أيضاً في كتابه (قاموس الشريعة الحاوي طرقها الوسيعة) في الجزء السادس صحيفة (١٢٧) طبعة سنة (١٤٠٣هـ / ١٩٨٣) وقد كفر من قال بأن أهل الجنة يرون الله تعالى، فقال ما نصه: (وأما رؤية الذات ببصر العين فلا يجوز في الدنيا ولا في الآخرة، ومن قال بجوازها في الآخرة فهو معنا كافر هالك ملعون، ولا ينفعه اعتقاد سؤال؛ لأن ذلك مما تقوم به الحجة من العقل..." انتهى كلامه

النقل الثالث : جاء في كتاب " لباب الآثار الورادة على الأولين والمتأخرين الأخيار" لمهنا بن خلفان ( 1/278- 275 ) : " مسألة : سئل الشيخ جاعد بن خميس بن مبارك الخروصي - رحمه الله - عن : ناشئ نشأ في طاعة الله تعالى ، وهو من أهل الخلاف، إلا أنه لم يرتكب حرمة من محارم الله قط ،وكان طول عمره زاهداً ناسكاً، وفي ثواب الله راغباً ،ولم يدع شيئاً من أوامر الله تعالى إلا ائتمر به ،ولا محجورا في دين الله إلا انتهى عنه ، إلا أنه يدين بخلاف دين الإباضية قولاً ، وعملاً ،ونيةً، واعتقاداً، ما حاله يكون إن مات على ذلك ؟ قال : لا يكون على طاعة رب العالمين ، من كان على خلاف الحق المبين ، ضالاً عن سبيل المؤمنين المحسنين .

وأهل الخلاف لدين المسلمين المحقين على ضروب متفرقة ،وأحزاب غير متفقة ،كل فرقة تدعي أنها على الصواب ، وتزعم أن في يدها فصل الخطاب ، وتشهد على الأخرى بأنها على مخالفة السنة والكتاب ، وصار كل حزب بما لديهم فرحون ، يغدون على ذلك ويروحون ،ويحسبون أنهم المؤمنون حقاً ،والمحسنون صدقاً ،وليس الأمر كما يقولون ، وعلى مايظنون ،بل القول الحق: إن الحق في واحدة لا في الجميع .." .

إلى أن قال :

" فإني لأقسم بالله قسم من بر في يمينه فلا حنث :إن [من] مات على الدين الإباضي الصحيح غير ناكث بما عاهد الله عليه من قبل ولا مغير حقيقته ، كلا ، ولا مبدل طريقته أنه من السعداء ، ومن أهل الجنة مع الأنبياء والأولياء .وإن من مات على خلافه فليس له في الآخرة إلا النار وبئس المصير ، لأنه الحق ، وماذا بعد الحق إلا الضلال ، فأنى تصرفون .على هذا إن شاء الله أحيا وأموت ،وعليه ألقى الله رب العالمين.) انتهى كلامه

النقل الرابع :

جاء في كتاب " لباب الآثار " تأليف مهنا بن خلفان بن محمد البوسعيدي طبعة وزارة التراث العمانية ونقله سعيد بن بشير الصبحي في كتاب " الجامع الكبير "

مسألة: عن الشيخ أحمد بن مداد – رحمه الله -: ما تقول في جميع أهل المذاهب سوى الإباضي؟ هل يجوز تخطئتهم وتضليلهم؟ ويجوز أن يلعنوا ولا ينتقض وضوء من فعله واعتقده أم لا؟

قال: نعم جائز ذلك ، ولا ينتقض وضوء من فعل ذلك، إذ هو قال الحق، والصواب والصدق، لأن جميع مخالفينا من المذاهب هم عندنا هالكون، محدثون في الدين مبتدعون، كافرون كفر نعمة، منافقون ظالمون، يشهد بذلك كتاب الله، وسنة رسوله محمد – صلى الله عليه وسلم – وإجماع المسلمين.

وندين لله تعالى ونعتقد أن دين الأباضي، هو دين الله تعالى، ودين رسوله، وإن من خالف الدين الإباضي فهو في النار قطعاً، بذلك نشهد وندين لله تعالى، وإن من مات على الدين الأباضي فهو في الجنة قطعاً بذلك ندين، وأن من شك في الدين الأباضي وزعم أن الحق في غير الدين الأباضي فهو عندنا كافر كفر نعمة فاسق، منافق مبتدع، محدث في الدين. ولو حلف أحد بطلاق نسائه أن من مات على غير الدين الأباضي فهو في النار فلا طلاق عليه، وكذلك لا حنث لأنه حلف على يقين وعلم، وليس هذا غيبًا.) انتهى كلامه .

النقل الخامس :

جاء في كتاب الجوهر المقتصر/ تأليف أبي بكر أحمد بن عبد الله موسى الكندي طبعة وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان عام (١٤٠٣) جاء في ص (١٢١) الباب الخامس والعشرون باب بيان الدرجة الثالثة والكفر في أهل القبلة، جاء فيه: (ونحن نشهد لمن مات من هؤلاء مصراً على خلاف ما دانت به الإباضية بالخزي والصغار والخلود في النار) انتهى كلامه .

النقل السادس : جاء في كتاب شرح كتاب النيل وشفاء العليل تأليف محمد بن يوسف أطفيش وهذا أحد أئمة الإباضية الكبار الجزء السابع عشر ص (٤٣١) طبعة دار الفتح بيروت جاء فيه : (فالشاك في كونه صواباً وكون دين مخالفينا خطأ منافق ولو كان منا ولا سيما إن كان من مخالفينا والحاصل أن الشاك في كون ديننا صواباً منافق مخالفاً كان أو موافقاً والشاك في كون دين مخالفينا خطأ منافق موافقاً كان أو مخالفاً ولو من أهل ذلك الدين ولا يشم رائحة الجنة ولو صلى حتى يخرج عظم جبهته أو صام الدهر عمره كله وتصدق بلا غاية أي كثيراً لا يحصى والجنة يوجد ريحها مسيرة خمسمائة عام) انتهى كلامه .

وقد اعتبر هذا الإباضي أن الذي يشك في الإباضية بأنه منافق لا يشم رائحة الجنة ولو صلى حتى يخرج عظم جبهته أو صام الدهر كله وتصدق بلا غاية!!!

النقل السابع : وفي كتاب كشف الغمة الجامع لأخبار الأمة تأليف : سرحان بن سعيد الأزكوي طبعة وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان الجزء الثاني ص (٣٢٩) الباب التاسع والعشرون في اعتقاد الفرقة الوهبية الإباضية جاء فيه : (ونشهد على من مات على غير هذا المذهب وهذا الإعتقاد أنه في النار وسخط الجبار) انتهى كلامه

النقل الثامن :

جاء في كتاب الحق الدامغ تأليف مفتي الإباضية الشيخ أحمد بن حمد الخليلي طبعة عام (١٤١٢) جاء فيه : (وعقيدتنا معشر الإباضية أن كل من دخل النار من عصاة الموحدين والمشركين مخلدون فيها إلى غير أمد) انتهى كلامه وتأمل أيها الإباضي المغرر بك كيف حكم المفتي الخليلي على عصاة الموحدين بالخلود في النار مع المشركين ‼️

قلت : إذن ما فائدة التوحيد والإيمان والصلاة والزكاة والصيام وغير ذلك من الأعمال إذا كانت المعصية والشرك سواء عند الإباضية ؟

ولعل في هذه النقول كفاية يعرف بها كل إباضي مغرر به ما تحمله عقيدة الإباضية على المسلمين . نعم قد يكفر المسلم إذا فعل أو قال ما يستوجب الكفر كالذي يشرك بالله تعالى ويعبد الأولياء من دون الله تعالى وكالذي يسب الله ورسوله وغير ذلك مما ينقض إسلام المسلم ، لكن أن يكون كافراً مخلداً في نار جهنم لأنه ليس إباضياً فهذا مما شذر به الإباضيون عن أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - ولا ينفعهم تزكية أنفسهم بتسمية أنفسهم بالسادة الإباضية أهل الحق والإستقامة فإنها اسم على غير مسمى . والله المستعان والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

المقالات