موقع الشيخ
حفظه الله
سالم بن سعد الطويل

خمسٌ آخرها ضرورة المال، أفلا تعقلون ؟

10 شعبان 1442 |

الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين والعاقبة للمتقين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد : فقد قال الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (٢)} [المائدة]، ومن التعاون على البر والتقوى الإصلاح ومحاربة الفساد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٧١)} [التوبة]، ومما يجب إنكاره ويحرم السكوت عنه أكل أموال الناس بالباطل سواء كانت أموالاً خاصة أو عامة، قليلة كانت أو كثيرة، فالله تعالى توعد من يطفف بصاع من الشعير فقال: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (٢) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (٣) أَلَا يَظُنُّ أُولَٰئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (٤) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (٥) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (٦)} [المطففين]، والله تعالى يحاسب عباده يوم القيامة على الذرة قال تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (٨) } [الزلزلة]، وذلك في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، ويسأل الله كل عبد عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، ولو كان قليلاً، ولقد حرم الله تعالى أكل المال الحرام سواء كان رباً أو سرقة أو نهباً أو غشاً أو اختلاساً أو خيانة أو غصباً أو رشوة أو تزويراً ، أو مناقصةً، وحرم أكل مال اليتيم وما كان من كسب محرم كالسحر والشعوذة وبيع الخمر والميتة ولحم الخنزير وغير ذلك . وطرق كسب الحرام كثيرة ومعلومة ويصعب حصرها. كما لا يجوز التستر على أكلة الأموال بالباطل ولا يجوز الدفاع عنهم، فضلاً عن مشاركتهم أو الرضا بفعلهم أو التعاون معهم وكل من فعل شيئاً من ذلك فهو مثلهم. ومن جميل ما يُرْوى عن شيخنا ابن عثيمين رحمه الله تعالى أنه قال: (كسب الحرام خسارة لا ربح فيه للعبد، فإن تصدق به لم يقبل منه، وإن أنفقه لم يبارك له فيه، وإن خلفه بعده كان زاده إلى النار) انتهى كلامه. وأكل الأموال بالباطل حكمه ظاهر، فهو حرام بلا أدنى شك، وحتى الذي يأكل الحرام يعلم أنه عاصي معتدٍ آثم ولربما انتقد غيره وهو مثله أو أصغر منه أو أكبر، ولم يَعُدْ يخفى على أحدٍ انتشار أكل المال الحرام حتى أصبح ظاهرة وأصبح حديث الناس في المجالس. لكن مما يجهله كثير من الناس أن من الحرام بل ومن الظلم أن تتّهم مسلماً بأنه يأكل الحرام بلا بينة لمجرد كلام يشاع عنه وقد يكون من بعض خصومه أو منافسيه، فالواجب أن تشهد - إن طُلبتْ منك الشهادة - على السارق أو الفاسد بِعِلم لا بظن وإلا كانت شهادتك شهادة زور، وشهادة الزور من أكبر الكبائر، كما أن من الظلم أن يحكم عن من أمسك عن شهادة الزور بأنه منافق، أو موافق على السرقات أو مشارك أو مدافع عن السراق أو شيطان أخرس أو معارض للإصلاح. قال تعالى: {وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا(112)} [النساء]، وقال تعالى: { وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (58) } [الاحزاب]، وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(ومَن قالَ في مؤمنٍ ما ليسَ فيهِ أسكنَهُ اللَّهُ رَدغةَ الخبالِ حتَّى يخرجَ مِمَّا قالَ) رواه أحمد (5385) وأبو داود (3597) وصححه الألباني، ورَدغةَ الخبالِ: عصارة أهلِ النَّارِ وصَديدهم.

وللأسف اليوم انتشرت ظاهرة بين الناس ، إذ لا يقوم ناصح ينصح أو ينكر على دعاة الفوضى الثوريين النفعيين إلا وبادروا إلى اتهامه بأنه ضد الإصلاح أو مرتشي أو مدفوع له أو شريك للسراق أو عميل لهم أو مدافع عنهم أو دفعوا له أو غير ذلك مما يتفنون به من الاتهامات ، ونسوا أن الله تعالى سائلهم عن كل ما يتلفظون به !! قال تعالى:{(مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18)} [ق]. والحق أن الإصلاح مطلوب شرعاً وعقلاً وعرفاً ولا يعارض الإصلاح إلا الفاسد، فالإصلاح من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو فريضة من فرائض الدين، فكيف يتجرأ مسلم فيصف أخاه المسلم بأنه ضد الإصلاح ؟! إنَّ هذا لشيء عجاب ‼️ واعلموا أن حفظ المال هو آخر الضرورات الخمس التي جاء الإسلام لحفظها، وهي مرتبة حسب أهميتها: وأولها الدِّين ثم النفس ثم العقل ثم العرض وأخيراً المال. ولكن بعض من يدّعي الإصلاح انتكست موازينه فجعل ضرورة حفظ المال هي أهم الضرورات، فلا تكاد تسمع منه إنكاراً لمنكر يمسّ الدّين كالشرك والبدع، والمعاصي أو النفس كالقتل والعنف ، أو العقل كالخمر والمخدرات والسحر والشعوذة، أو العرض كالزنا والدعارة المقننة، والإختلاط والتبرج لكن يطالب بالأموال طلباً للدنيا، وتحريكاً لعواطف الناس ولو كان ذلك على حساب انتهاك الضرورات الأربع التي هي أهم من المال بكثير . فهل من معتبر ، وهل من مُدّكر !؟ وإليك أخي المسلم كلام أحد الدكاترة ممن يزعم أنه مصلح والله أعلم به، قال بالنص وبالحرف علناً في ندوة عامة: (أول الندوات التي ستغير وستتحول في المنعطف في هذا البلد، من التفرد في القرار إلى الرجوع إلى الشعب، ولن نسمح بأن يكون القرار بيد شخص واحد مهما كان هذا الشخص، نحن نتعامل هنا في دولة قانون وكلنا تحت القانون من أكبر راس في البلد إلى أصغر راس، ما في أحد يعاملنا على كيفه إذا في أحد بيتعامل معنا عندنا قانون بيننا وبينك ينظم العلاقة، التفرد بالقرار انتهى الشعوب وعت لن نرجع إلى الوراء انتهى وقت العبودية انتهى وقت الفداوية لن نسمح بهذه المراسيم أن تصدر وإن قاطعنا هذه الإنتخابات فلن نجلس في بيوتنا بل سنحاربكم وسنتصدى لكم في كل مكان وموقعة، نحن أبناء هذه البلد، بالقانون، بالدستور، بإرادة الشعب سنقف أمامكم ولن نترككم تتعدون على حقوق الشعب والمواطنين، نحن أبناء البلد ونحن أبناء الكويت سندافع عن حقوقنا حتى آخر رمق من أرواحنا، سئمنا، تعبنا، هرمنا، من العبث، من اللعب، ومن التحييد من تمركز أصحاب الفساد وقوى الإفساد في البلد، إلى متى يا إخوان ؟ ترى هذا الوقت هو تحويل البلد إما أن نكون أو لا نكون، يا أهل الكويت إذا تبون لكم كرامة يجب أن تقولوا كلمتكم، يجب أن تصل إلى أكبر راس في البلد، مراسيم الضرورة لن نقبل بها، ولن تمرّ علينا ولن نسمح بمرورها أبداً، وخصوصاً فيما يختص بتعديل الأصوات، هذا عبث، ولن نقبل بالعبث، وإن لم تحترمونا لن نحترمكم، الآن هذه الحكومة هي المسؤولة الآن عن تمرير مثل هذه المراسيم وإذا كانت فعلاً تريد مصلحة البلد يجب عليها أن تسجل موقف، التاريخ سوف يصدر يسجل لكل واحد يقف موقف ويتكلم بكلمة الحق من أجل مصلحة البلد والمواطنين، إما أن يقولوا كلمتهم، وإذا لم تسمع يستقيلوا، وإلا بأنهم سوف تكون عليهم وصمة عار أمام الشعب الكويتي ، الآن بدأت موجة الفساد والإفساد ، اشتغل قنوات الفتنة وقنوات حي الطرب ، كلهم الآن يطعنون في الشعب الكويتي مَن يدعمها ؟ من يحميها ؟ يتعرضون للشعب الكويتي ، والنتيجة ما سمعنا بهذه الأمور في السابق ، اختلقوها من أجل أن يفتتوا الشعب الكويتي ويهيمنوا على القرار ويأخذوا مصالحهم ، لا يا إخوان ترى الحقوق تبي لها حلوق ، وإذا ما أخذناها ترانا نبي نؤخذ ولا عندنا كرامة في المستقبل ، الكلام كثير ، ونحن الآن جئنا إلى هنا ليس من أجل أن نسمع الكلام لنسجل موقفنا تجاه هذه السلطة الفاسدة التي تريد السيطرة على إرادة الشعب والأمة ، هذه البداية ونحن الآن أمام منعطف خطير ، إما أن نكون أو لانكون يا إخوان ، سوف نستمر ، وسوف نحارب قوى الفساد والإفساد إلى آخر رمق من حياتنا ولن نقف عند حد معين وشكراً لكم ) . انتهى كلامه. ولتوضيح بعض الكلمات الواردة والتعليق عليها أقول: قوله(أكبر راس في البلد): أي أمير البلاد. قوله(هذه المراسيم): أي مرسوم الصوت الواحد . قوله (سنحاربكم وسنتصدى لكم في كل مكان وموقعة) فيه تحريض على القتال والخروج على ولي الأمر . قوله (بالقانون، بالدستور) فيه الدعوة إلى التحاكم إلى القانون والدستور الذي كانوا في السابق يكفرون من يتحاكم إليه ، ومنهم من مازال يُكفّر مَن يتحاكم إليه ويستثني من ذلك بعض الرموز !! قوله : (سنقف أمامكم ولن نترككم تتعدون على حقوق الشعب والمواطنين)، فيه تحريض على ولي الأمر . قوله : (سندافع عن حقوقنا حتى آخر رمق من أرواحنا) فيه أيضاً تحريض على الخروج على ولي الأمر . قوله : ( وإن لم تحترمونا لن نحترمكم) فيه قلة أدب مع ولي الأمر . قوله (والنتيجة ما سمعنا بهذه الأمور في السابق ، اختلقوها من أجل أن يفتتوا الشعب الكويتي ويهيمنوا على القرار ويأخذوا مصالحهم) فيه اتهام كبير لولي الأمر . قوله (يا إخوان ترى الحقوق تبي لها حلوق ، وإذا ما أخذناها ترانا نبي نؤخذ ولا عندنا كرامة في المستقبل) فيه تحريض على ولي الأمر وتهييج للشباب ولعب بعواطفهم . قوله (ونحن الآن جئنا إلى هنا ليس من أجل أن نسمع الكلام لنسجل موقفنا تجاه هذه السلطة الفاسدة التي تريد السيطرة على إرادة الشعب والأمة) فيه تحريض على السلطة ووصفه إياها بما لا يليق . قوله (هذه البداية ونحن الآن أمام منعطف خطير ، إما أن نكون أولا نكون يا إخوان ، سوف نستمر ، وسوف نحارب قوى الفساد والإفساد إلى آخر رمق من حياتنا ولن نقف عند حد معين) فيه التصريح على استمرارهم بهذا المنهج وسيستمرون بالحرب كما يقول إلى آخر رمق من حياتهم أقول: هل هذا مصلح أو مفسد !؟ قال تعالى:(وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِح)(220) سورة البقرة وهل مطالبته بتعديل المرسوم الأميري أمر شرعي ، يستحق أن يحارب من أجله إلى آخر رمق من حياته !؟ وهل المرسوم الصوت الواحد منكر شرعاً ؟ ليس في خطابه غضب ولا غيرة على دين ولا نفس ولا عقل ولا عرض ‼️ هؤلاء إنما هم طلاب حكم وليسوا مصلحين ولا دعاة دين، لذا تجد منهم الباطني ، ومَن على الفكر الليبرالي ، ومنهم من لا يصلي ومنهم الحاقد، والحاسد ومنهم من له مآرب ومشارب، ولا يستبعد أن يكون فيهم المندس فالله أعلم بهم، ولكن قطعاً منهم أتباع المرشد العام ومنهم أتباع المرشد الأعلى ومنهم من له علاقة مشهورة بعزمي بشارة الصليبي الكافر المفسد، مُنظّر الثورات والانقلابات، فكيف يُقال عن هؤلاء بأنهم مصلحون !؟ بل هؤلاء هم المفسدون حقاً

باختصار : هؤلاء يعملون بالقاعدة الفاسدة التي قررها أحد زعمائهم، لما قال: (فلنتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه) ولذلك قرروا ذات يوم علناً التقرير التالي :وقد تلاه أحدهم في ساحة الإرادة، وأنقل كلامه بالحرف الواحد بلا زيادة ولا نقصان كما هو منشور ومشهور فقد قال: (وبما أنه وفقاً للمادة السادسة نظام الحكم الديمقراطي : السيادة في الأمة مصدر السلطات جميعاً لذلك وفقاً للمادة السادسة قررنا نحن للأمة ، قررنا نحن الشعب أن يكون جابر المبارك الحمد المبارك الصباح هو آخر رئيس وزراء من ذرية مبارك الصباح ، وأن يتولى منصب رئاسة الوزراء من يرتضيه الشعب الكويتي من خلال النواب الذين يختارهم الشعب في انتخابات حرة ونزيهة صدر ذلك في ساحة الإرادة بتاريخ ١٠/ ٩.... وينشر في جميع وسائل الإعلام ، وإننا إذ نعلن ذلك فإننا لا نخلع ولا ننازع الأمر أهله فأسرة الصباح مكانتها محفوظة وفقاً للمادة الرابعة من الدستور فالإمارة في ذرية مبارك الصباح ومحصورة بهم ولا ننازعهم فإن ما ارتضاه أجدادنا قبل ثلاثمائة سنة لا نحيد عنه وعليه ، يكون لأسرة الصباح الإمارة ولكم الوزارة ، يكون لأسرة الصباح الإمارة وللشعب الوزارة منهم الأمراء ومنا الوزراء ، هذا ما يريده الشعب الكويتي وهذه هي رسالتنا اليوم في ساحة الإرادة) انتهى كلامه فأقول: أولاً: منذ متى صارت ساحة الإرادة مكاناً لإصدار القرارات ؟! ثانياً: ومن أنتم حتى تقرروا وتصدروا هذه القرارات !! ثالثاً: في كلامه منازعة الأمر أهله ، وإن زعم أن ليس الأمر كذلك . رابعاً: يريدون أن يكون الأمير صورياً ، حاكم بلا حكم وأمير بلا إمارة . خامساً: يريدون تعيين واحداً منهم ، ليستولوا على حكم البلاد . سادساً: يتكلمون باسم الشعب من غير أن يخولهم الشعب بذلك . سابعاً: من البديل المرشح الذي سيتولى منصب رئيس الحكومة ؟! سابعاً: وتحت أي معايير سيتم اختياره وتنصيبه ؟ ثامناً: وماذا يفعل الشعب إذا تولى عليهم باطني بدعم من دولة المرشد الأعلى أو حزبي بدعم من تنظيم المرشد العام ؟ تاسعاً: وما موقفهم إذا رفض الأمير أن يترك الحكم لهم ؟ وهل سيحاربون الأمير وحكومته إلى آخر رمق من حياتهم ؟ عاشراً : إذا كان هذا الخطاب قديماً وتراجعوا عنه ، فأين تم إعلان توبتهم ؟ ومتى تم تراجعهم ؟ ملاحظة : في السبعينات وفد إلى بلادنا الكويت بعض الوافدين من مصر وسوريا والعراق وبثوا بين شباب الكويت فكر التكفير ، وأقنعوهم بأن ولاة أمورنا كفار وطواغيت لأنهم يحكمون بالدستور والقوانين الوضعية ، وفي الثمانينات أفتوا الشباب الكويتي بالدخول والمشاركة في المجالس النيابية ، وقالوا : حتى لا تترك للباطنيين والليبراليين والمفسدين وسراق المال العام، وزعموا أن هذه المشاركة محرمة شرعاً ولكنها أبيحت للضرورة ، وفي الألفين ، صار القوم يقاتلون من أجل الديمقراطية وحماية الدستور ‼️ فليت شعري كيف تحول الكفر إلى مطلب شرعي يموتون من أجله وفي سبيله ؟! صدق من قال : الهوى ما له دوا . تنبيه: ظاهرٌ جداً من أفعال هؤلاء المفسدين أنهم سيستمرون ويستجوبون كل رئيس للوزراء ويتقصدونه، حتى يظفروا بتحقيق مآربهم وهو الوصول إلى الحكم بتعيين رئيس وزراء شعبي منتخب من خارج أسرة الحكم، أسأل الله تعالى أن يكفي المسلمين شرهم وأن لا يبلغهم مرادهم . والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

المقالات