بيان الأسباب لشهرة الإباضية بالشتم والسباب
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والعاقبة للمتقين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين أما بعد فإن مما اشتهر من كلام الناس قولهم (مَن أكثر مِن شيء عُرِفَ به) ومن خلال مناقشاتي للفرقة الإباضية عن طريق الإتصالات والمراسلات وجدتهم أكثر الناس سباً وشتماً ولعناً !! يقاربون الرافضة في ذلك أو ينافسونهم . حتى أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ما سلموا منهم وإن كان لا يظهر ذلك في العوام لكن في كتبهم الرسمية القديمة والحديثة وعند كبارهم وطلابهم الشتم والسبّ حَدّث ولا حرج، فلم يسلم منهم عثمان بن عفان ولا علي بن أبي طالب ولا الحسن ولا الحسين ولا معاوية بن أبي سفيان ولا عمرو بن العاص ولا أبو موسى الأشعري رضي الله عنهم أجمعين. والعجيب أنهم يلقبون أنفسهم بأهل الحق والاستقامة ويتظاهرون بحسن الخلق إلا أن لسان حالهم يشهد عليهم بخلاف ذلك . أين الإباضية من قول الله تعالى (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا) (83) سورة البقرة، وقوله تعالى (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا)(53) سورة الاسراء وقوله تعالى (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)(18) سورة (ق) ؟
أين الإباضية من قول النبي - صلى الله عليه وسلم - (سِبَابُ المُسْلِمِ فُسُوقٌ، وقِتَالُهُ كُفْرٌ) رواه البخاري (48) وقوله - صلى الله عليه وسلم - (المُسْلِمُ مَن سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِن لِسانِهِ ويَدِهِ) رواه البخاري (6484) وقوله - صلى الله عليه وسلم - (ومَن لَعَنَ مُؤْمِنًا فَهو كَقَتْلِهِ، ومَن قَذَفَ مُؤْمِنًا بكُفْرٍ فَهو كَقَتْلِهِ) رواه البخاري(6047) ؟ ومن الإباضية من ينكر حديث المفلس الذي يرويه أبو هريرة رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:(أَتَدْرُونَ ما المُفْلِسُ؟ قالوا: المُفْلِسُ فِينا مَن لا دِرْهَمَ له ولا مَتاعَ، فقالَ: إنَّ المُفْلِسَ مِن أُمَّتي يَأْتي يَومَ القِيامَةِ بصَلاةٍ، وصِيامٍ، وزَكاةٍ، ويَأْتي قدْ شَتَمَ هذا، وقَذَفَ هذا، وأَكَلَ مالَ هذا، وسَفَكَ دَمَ هذا، وضَرَبَ هذا، فيُعْطَى هذا مِن حَسَناتِهِ، وهذا مِن حَسَناتِهِ، فإنْ فَنِيَتْ حَسَناتُهُ قَبْلَ أنْ يُقْضَى ما عليه أُخِذَ مِن خَطاياهُمْ فَطُرِحَتْ عليه، ثُمَّ طُرِحَ في النَّارِ) رواه مسلم (2581) . وبعد النظر في حال الإباضية وجدتُ أن الأسباب التي تحملهم على الشتم واللعن والسب تتلخص بالآتي : أولاً : اعتقادهم بأن كل من ليس إباضياً فهو في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبد الآبدين ولن يدخل الجنة ولن يشم رائحتها، ويستعملون التقية كالرافضة تماماً، فيتظاهرون بأنهم مسالمون ويحبون كل المسلمين وهم ليسوا كذلك . وقد يستغرب المسلم من كلامي هذا لكنها الحقيقة ! فمن الإباضية مَن نصَّ وصرّح وأكّد بأن مَن ليس إباضياً فلن يشم رائحة الجنة‼️ كما جاء في كتاب شرح كتاب النيل وشفاء العليل تأليف محمد بن يوسف أطفيش وهو أحد أئمة الإباضية الكبار (١٧/ ٤٣١) طبعة دار الفتح بيروت جاء فيه : (فالشاك في كونه صواباً وكون دين مخالفينا خطأ منافق ولو كان منَّا، ولا يشم رائحة الجنة ولو صلى حتى يخرج عظم جبهته أو صام الدهر عمره كله وتصدق بلا غاية) انتهى كلامه الأثيم . وهذا ليس غريباً فالإباضية كفّروا عثمان وعلياً رضي الله عنهما، ثم يقولون ليس كفرهم كفراً بالله وإنما هو كفر نعمة ‼️ وعندهم أن من كَفَرَ كُفْرَ نعمة فهو مخلد في نار جهنم مع الكافرين‼️ فهل بعد هذا التدليس تدليس ؟‼️ لهذا تجد الإباضي يسب المسلم السني ويشتمه ويلعنه ويدعو عليه ويكفره ولا يبالي، (وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) (104) سورة الكهف
ثانياً : الخلاف العقدي العميق الكبير بين أهل السنة والإباضية وهذا سبب كبير يحمل الإباضي على السب واللعن، فالإباضي لا يتورع مقدار ذرة عن أن يقول للمسلم يا يهودي يا مجسم يا خبيث يا كذاب إلى آخر قاموس الشتائم ومشتقاتها . فالإباضية معطّلة جهمية في باب الصفات فينكرون كثيراً من صفات الله تعالى ويستهزؤون بها وبمن يؤمن بها، وينكرون علو الله تعالى على خلقه واستوائه تعالى على عرشه، ويقولون بخلق القرآن وينكرون رؤية أهل الجنة لربهم تبارك وتعالى، وينكرون أحاديث الشفاعة، ويكفرون كبار الصحابة رضي الله عنهم، وينكرون مغفرة الله تعالى في الآخرة فعندهم مَن مات على معصية فلن يغفر الله له ولن يعفو عنه بل يدخله النار ولا يخرج منها أبداً، وغير ذلك من الضلالات العقدية التي خالفوا بها الكتاب والسنة وعموم عقائد المسلمين . ثالثاً : ضعف الحجة وانقطاع الحيلة فلا يجيد أحدهم مقارعة الحجة بالحجة وهكذا عادة من لا يملك الدليل والبرهان يلجأ إلى السب والبهتان رابعاً : التعصب الأعمى الذي جمد عقول الإباضية، ويقال - والله اعلم - أن كبراءهم يستعملون مع اتباعهم السحر ، والعجيب أن الإباضي إذا قرأ أو سمع نصوص الوحي من الكتاب والسنة انكرها أو شك فيها أو حرفها بحجة أنها تنافي العقل بينما إذا جلس بين يدي شيخه اصبح كالميت بين يدي غاسله . مع أن نصوص الكتاب والسنة لا تأتي بما تحيله العقول وإنما تأتي بما تحار به العقول ففرق بين ما لا يعقله العقل ويستحيله وما لا يدركه العقل ولا يحيط به . فالإباضية فاتهم هذا الفرق الدقيق بين الأمرين فضلوا ضلالاً بعيداً . فالعقل لا يقبل أن يقال له السموات مخلوقات بلا خالق لكن العقل يصدق أن السموات رفعها الله بغير عمدٍ وإن كان لا يدرك كيف رفعها . خامساً : كثرة التناقض في عقيدة الإباضية فعقيدتهم عبارة عن مزيج من العقائد ففي عقيدتهم أقوال للجهمية والمعتزلة والأشاعرة والرافضة والخوارج وهذا من أغرب ما وجدته في عقيدة الإباضية، فلا تكاد تجد فرقة مثلها سادساً : ضعف التوحيد في مذهب الإباضية وفي كبرائهم وأتباعهم، لذلك لا تكاد تسمع لهم كلمة في التوحيد، فطبيعي جداً يبغضون الموحدين بغضاً شديداً ويكفرونهم لا سيما شيخ الإسلام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى، فمهم من لا يشك أدنى شك في كفره . سابعاً : شعورهم بالعزلة عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم فهم في أمة المليار ونصف مليار مسلم شيء لا يذكر، لذلك ليس لهم انتشار، وإنما هم في دولة واحدة كما أنهم ليسوا الأكثرية في بلادهم. ومن الإباضية قلة قليلة في شمال افريقيا . ثامناً : توارثهم للحقد الدفين فمنذ زمن الصحابة رضي الله عنهم وهم يحملون البغض والضغينة على المسلمين . ومنذ معركة النهروان وهم مستمرون على ذلك، لا سيما بغضهم للصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فهم ينكرون بشارة النبي صلى الله عليه وسلم له بالجنة وبالمقابل يترحمون على قاتله الخارجي عبدالرحمن بن ملجم، لذا منهم من يكفره صراحة ومنهم من يتوقف فيه ومنهم من يتبرأ منه ويقولون : ليس بمعصوم فلا تلزمنا ولايته !! أقول : إذا كان هذا موقفهم من الصحابي الجليل علي بن أبي طالب المبشر بالجنة صهر النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه فكيف سيكون موقفهم اتجاه أهل السنة؟ تاسعاً : تقاربهم مع الرافضة وتعاونهم معهم ضد أهل السنة أورثهم سوء الخلق بالمجاورة . ومما لا يعرفه كثير من المسلمين أن الرافضة والإباضية وإن كان بينهما اختلاف على الصحابي علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فالرافضة يعبدونه والإباضية يكفرونه غير أنهم يتفقون على كثير من مسائل العقيدة، وقد يجهل كثير من المسلمين أن التقية من دين الإباضية كالرافضة تماماً . وهنا سأنقل كلاماً لشيخهم سعيد خلفان الخليلي مع توضيح بعض معنى كلامه، ففي كتابه تمهيد قواعد الإيمان (٢ / ٩٥) (مسألة) والمتعنتين من أهل الخلاف (أي أهل السنة) إذا قالوا لرجل من أهل الإستقامة (أي الإباضية) ترضى عن عثمان وعلي وترضى عنهم بظاهر القول والباطن بخلاف ذلك، (أي يترضى بلسانه خلافاً لما في قلبه) أتجزيه النية إذا نوى أن يتولى من تولاه الله ورسوله والمسلمون ويبرأ ممن برأ الله منه ورسوله والمسلمون أم ذلك لا يجوز ؟
الجواب : إن فعل ذلك تقية لم يضيق عليه وإن أحسن المندوحة فحول نيته إلى من تجوز ولايته ممن تسمى بذلك (أي من اسمه عثمان وعلي غيرهما ممن اسمه عثمان وعلي) من أولياء الله تعالى فوجه حسن سديد، وكذا إذا اعتقد ذلك فيهم بنية الشريطة(أي يكون دعاؤه مشروطاً) إن جازت ولايتهما في دين الله تعالى فجائز، (أي فارض عنهم) والله أعلم) انتهى كلامه الأثيم وفي كتاب بيان الشرع لمحمد إبراهيم الكندي طبعة وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان (٢/ ١٦٣) باب ما يجوز من الكلام للولي : عن أبي الحواري وعمن يقول لمن لا يتولاه عظم الله أجرك وصبحك الله أو رحمك الله من باب التقية، أو استحياء منه كان من الأهل أو من غيرهم أو جار له وهو يبرأ منه، فقد قيل : إن الجار له تقية والصديق له تقية فيجوز له ذلك الذي وصفت ويعني بذلك كله في الدنيا وإذا نوى ذلك جاز له لمن كانت له تقية أو لم تكن له تقية) انتهى كلامه الأثيم ومثل هذا في كتبهم وتصرفاتهم كثير لكن اكتفي بهذا خشية الإطالة أسأل الله تعالى أن يكفينا شرهم ويرد عنا كيدهم والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين