موقع الشيخ
حفظه الله
سالم بن سعد الطويل

الإباضي مسعود المقبالي يجيد السب ولا يجيد الرد

25 ذو القعدة 1442 |

الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والعاقبة للمتقين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين أما بعد فإني نشرت رداً على مفتي الإباضية أحمد خليلي لما زعم أن أم المؤمنين رضي الله عنها لا يُجزم لها بالجنة !! ثم نشر تلميذه مسعود المقبالي الإباضي رداً للدفاع عن شيخ الخليلي وكعادة المقبالي يجيد السب ولا يجيد الرد . لم تكن المسألة حول احترام أمهات المؤمنين من عدم احترامهن، ومع ذلك المقبالي جاء بكلام للمفتي الخليلي بخصوص احترامهن، وأعرض إعراضاً كاملاً عن قوله تعالى ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا) (٢٩) سورة الاحزاب !! فقد خير النبي صلى الله عليه وسلم أزواجه رضي الله عنهن وأولهن عائشة رضي الله عنها واخترن الله ورسوله، والدار الآخرة، فهن رضي الله عنهن أزواج النبي صلى الله عليه في الدنيا وفي الآخرة، وأيضاً اعرض المقبالي عن قوله تعالى (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا) (53) سورة الاحزاب وقد حرم الله تعالى الزواج من أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - لأنهن أزواجه في الآخرة . ومع وضوح هذا الأمر غير أن المقبالي كابر وتعصّب لمجرد الدفاع عن شيخه الخليلي . ما الذي يضر المقبالي لو اتبع الحق أو على الأقل سكت ولم يدافع عن المفتي بالباطل؟ فالمفتي ليس معصوماً بحيث يدافع عنه في كل شيء . لقد عجز المقبالي عجزاً تاماً عن الدفاع عن شيخه في قوله الحديث الآحاد لا يقبل في العقيدة !! وحديث عمار رضي الله عنه الذي رواه البخاري (7101) بسنده المتصل قال : (قَامَ عَمَّارٌ، علَى مِنْبَرِ الكُوفَةِ، فَذَكَرَ عَائِشَةَ، وذَكَرَ مَسِيرَهَا، وقالَ: إنَّهَا زَوْجَةُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الدُّنْيَا والآخِرَةِ، ولَكِنَّهَا ممَّا ابْتُلِيتُمْ) والقول بأن حديث الآحاد لا يستدل به في العقيدة قول مبتدع منكر لم يسمع به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا أصحابه رضي الله عنهم ولا التابعون حتى جاء المتأخرون فابتدعوا بدعة رد حديث الآحاد بلا دليل . لم يجد المقبالي حجة غير قوله جماهير الأصوليين على القول بعدم الأخذ بالحديث الآحاد !! فأقول : أيها الإباضية أنتم ومن قال بقولكم من المتأخرين من الأصوليين جميعاً على باطل، والحجة في الكتاب والسنة لا بقول فلان وفلان . سبحان الله عجز المقبالي عن الوقوف على دليل واحد من الكتاب والسنة يدل على أن الآحاد لا يستدل به في العقيدة،لأن لا دليل أصلاً ، لذا أهل السنة حاججوهم بالحجج القوية التي لا يُعرض عنها إلا متعصب . والإباضية ومنهم المقبالي ينكرون خروج عصاة المسلمين من النار ولو صح في ذلك أحاديث كثيرة ومنها ما هو في الصحيحين، ويقولون نريد آية من القرآن الكريم !! بينما أنكروا حجية الحديث الآحاد لنفي صفات الله تعالى ومسائل أخرى في العقيدة نصرة لمذهبهم بلا دليل لا آية ولا حديث !! وأقول لنصرة للحق ولأهل السنة :

أولاً : لا دليل من الكتاب والسنة على أن خبر الآحاد ليس حجة في العقيدة ثانياً : لا دليل على التفريق بين العقيدة والأحكام، فالعقيدة والأحكام كلها من دين الله تعالى.

ثالثاً : التواتر ليس له حد متفق عليه، فيا أيها الإباضي هل تملك دليلاً متواتراً يدل على حد التواتر ؟ رابعاً : نريد دليلاً "متواتراً" يدل على عدم حجية الآحاد في العقيدة دون الأحكام وأنى لكم ذلك . خامساً : قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) سورة الحجرات، وهذه الآية دليل على إن جاءنا الثقة الصادق نقبل خبره . سادساً : كان النبي صلى الله عليه يرسل الواحد والإثنين إلى الأمصار لتبليغ دين الله تعالى عقيدة وأحكاماً، فلو كان الآحاد ليس بحجة في العقيدة لأرسل النبي صلى الله عليه وسلم جماعة لتبليغ الدين . سابعاً : لا فرق بين العقيدة والأحكام بل كل حكم لا يكون شرعياً إلا مع الاعتقاد أنه من الله تعالى شرعه لعباده ليتقربوا به إليه، فكل حكم عقيدة وليس كل عقيدة حكم، فلو قيل يؤخذ بالحديث الآحاد في العقيدة دون الحكم لكان أقرب للصواب وليس صواباً . ثامناً : إذا أخطأ الرواي الثقة في رواية فلن يكون الحديث صحيحاً، بل يكون شاذاً أو معلولاً ، والحجة في الحديث الصحيح فلا وجه لرده لمجرد أنه آحاد، وإذا أخطأ الراوي في روايته ففي هذه الحالة يقيض الله تعالى من عباده من يكشف ذلك الخطأ، لأن الله تعالى حافظ دينه، ولولا حفظ الله للكتاب والسنة معاً لضاع الدين ، ثم كيف يكلفنا الله بما لا نطيق؟ والحاصل أن الإباضية وغيرهم ردوا حديث الثقة مطلقاً إذا كان في العقيدة ولو لم يخطيء في روايته . تاسعاً : الحديث الآحاد إذا تلقته الأمة بالقبول كأحاديث الصحيحين ولم ينكره أحد من أهل الإختصاص لا يضر أن يشكك به المفتي الخليلي ولا غيره. عاشراً : تقسيم المتأخرين للأحاديث متواتر وآحاد وهل يفيد الظن أو يفيد العلم وهل احتفت به القرائن أو لم تحتف به قرائن .... الخ هذه كلها تقسيمات جاءت بعد عصر النبي - صلى الله عليه وسلم - والصحابة رضي الله عنهم ، ولا ترتقي لتكون حجة لرد الأحاديث الصحيحة التي سموها من تلقاء أنفسهم ظناً ثم قالوا والعقيدة لا بد لها من يقين!! ولقد ذكر أهل العلم وجوهاً كثيرة ودعموها بالأدلة القويمة الدالة على أن الحديث الصحيح حجة في العقائد والأحكام . فوائد متعلقة بما نحن بصدد ذكره: الفائدة الأولى : كل أحاديث السنة آحاد، والأحاديث المتواترة قليلة جداً جداً وإنما أحدث أهل الأهواء بدعة عدم الأخذ بالحديث الأحاد في العقيدة من أجل نسف عقيدة الكتاب والسنة الفائدة الثانية: أهل البدع إذا وقفوا على آيات الصفات قالوا هذه مجاز وليست حقيقة وإذا وقفوا على أحاديث الصفات قالوا آحاد الفائدة الثالثة: ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه الحاكم في المستدرك (6789 ) عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: لعائشة رضي الله عنها: (أما ترضين أن تكوني زوجتي في الدنيا والآخرة قلت بلى . قال فأنت زوجتي في الدنيا والآخرة) الفائدة الرابعة: الإباضية لا يؤمنون بأي حديث فيه تبشير أحد من الصحابة بالجنة لا أزواجِ النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا أبي بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي ولا طلحة ولا الزبير ولا سعد بن أبي وقاص ولا سعيد بن زيد ولا أبي عبيدة بن الجراح ولا عبدالرحمن بن عوف ولا فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم ولا الحسن ولا الحسين ولا بلال ولا عكاشة بن محصن ولا غيرهم رضي الله عنهم أجمعين . الفائدة الخامسة: من الإباضية من يكفر ويتبرأ من عدد من الصحابة بأسمائهم صراحة منهم عثمان وعلي والحسن والحسين ومعاوية وعمرو بن العاص وأبو موسى الأشعري وغيرهم رضي الله عنهم اجمعين . الفائدة السادسة: من الإباضية من يستعمل التقية، فإذا ذكر كبار الصحابة قال غير معصومين ومن كفر منه فكفره كفر نعمة وليس كفر ملة، ثم يقولون وكافر النعمة مخلد في جهنم . الفائدة السابعة: الإباضية يعتمدون على كتاب اسمه مسند الربيع، وهو كتاب بلا سند ويزعمون أن كل ما فيه صحيح ، بل يسمونه المسند الصحيح، بينما يطعنون بأحاديث الصحيحين وأحاديثهما أصح الأحاديث باتفاق كل من جاء بعدهما من أهل الحديث . الفائدة الثامنة: ليس للربيع بن حبيب ترجمة في كتب الرجال المشهورة المعتبرة، فليس له ذكر في كتاب "الثقات " لابن حبان ولا كتاب "علم الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم، ولا كتاب "الكمال في أسماء الرجال" للمقدسي ولا كتاب "تهذيب الكمال في أسماء الرجال" للمزي ولا كتاب "تهذيب التهذيب ولا كتاب "تقريب التهذيب" وكلاهما لابن حجر ولا كتاب "ميزان الاعتدال في نقد الرجال" ولا كتاب سير أعلام النبلاء وكلاهما للذهبي ولا كتاب "التاريخ الكبير" ولا "الصغير" ولا "الأوسط" وكلها للبخاري، ولا كتاب "الكامل في الضعفاء" لابن عديّ ولا كتاب، "الثقات" للعجلي ولا في كتاب من كتب التراجم التي اشتملت على عشرات الآلاف من تراجم الرجال، بل جزم بعض أهل العلم أن الربيع بن حبيب شخصية وهمية لم يخلقه الله أصلاً . حقاً الإباضية فرقة شاذة عن المسلمين . الفائدة التاسعة: بعض سفهاء الإباضية لما أراد الطعن بالصحيحين البخاري ومسلم قال هما أعجميان‼️ وهذا الطعن فضيحة سافرة ظاهرة تدل على سوء تربية مشايخ الإباضية لطلابهم حتى تجرؤوا بمثل هذا الكلام على أصح كتابين من كتب السنة النبوية تحت أديم السماء وعلى وجه الأرض . والغريب أن هذا قول الزنادقة من الليبراليين والعلمانيين . الفائدة العاشرة: الإباضية والرافضة والصوفية ينقلون لأتباعهم قصص منامات واحلام وروايات في كرامات مشايخهم بأسانيدهم وهي آحاد ويصدقونها ويريدون من الناس تصديقهم فإذا جاءهم الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ردوه أو شككوا فيه أو توقفوا فيه وقالوا آحاد ولو كان في الصحيحين . إن هذا لشيء عجاب . والله المستعان والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

المقالات