(مؤتمر الأمة في مواجهة غلاة التبديع لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم)
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والعاقبة للمتقين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد : ففي هذه الأيام ينعقد مؤتمر تحت عنوان (مؤتمر الأمة في مواجهة غلاة التبديع) يشارك فيه نحو عشرين محاضراً ، وأكثرهم من الإخوان المسلمين والسروريين ومنهم من هو على منهجهم ولو لم يكن في تنظيمهم ممن يقول عن نفسه (أنا لستُ من الإخوان المسلمين) وفي الدارجة المحلية الكويتية يقول أحدهم عن نفسه : (أنا مو من الإخوان المسلمين) وهؤلاء أكثر من يدافع عن الإخوان بالحق تارة وبالباطل تارات ويتعصب لهم ، بل ربّما أكثر بكثيرٍ من المنتسبين لحزب الإخوان أنفسهم ، ويجمعهم بغض عقيدة ومنهج السلف، فتجدهم يتعاونون فيما بينهم على حرب عقيدة ومنهج السلف وإن كانوا مختلفين فيما بينهم . تماماً كاجتماع اليهود والنصارى على المسلمين وكاجتماع الرافضة والإباضية على أهل السنة . وتسقط الأقنعة عن وجوه بعض الدعاة والدكاترة الذين طالما تحيّر الناس فيهم هل هم على جادة الاستقامة أو أنهم يتلونون بوجوه متعددة ويستعملون التقية مع المسلمين . فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، ففي هذا المؤتمر تبيّن المستور وظهرت الحقائق حتى كان أحدنا قد يعجز عن إقناع نفسه فضلاً أن يقنع غيره بأن فلاناً يخفي منهجاً منحرفاً إذ لا دليل يدل على انحرافه . ولله در القائل عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه** فكل قرين بالمقارن يقتدي وقديماً قيل : المرء بخدنه
فقد سئل سماحة الشيخ العلامة عبدالعزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى عن الذي يثني على أهل البدع ويمدحهم هل يأخذ حكمهم؟ فأجاب رحمه الله تعالى : (نعم ما في شك، من أثنى عليهم ومدحهم هو داعٍ لهم يدعو لهم هذا من دعاتهم نسأل الله العافية) انتهى من شرح كتاب فضل الإسلام . فالحمد لله : الآن لم يبق أدنى شك أن بعض الدكاترة والدعاة بعد هذا المؤتمر هم من أولئك المفسدين المستخفين بأقنعة سقطت مؤخراً . ثم بأي حق يسمون أنفسهم "الأمة" فهم لا يمثلون إلا أنفسهم ومنهجهم، إذا نظرنا في عقائد ومناهج المشاركين في المؤتمر نجد خلطة عجيبة غريبة فمنهم التكفيري ومنهم الصوفي ومنهم الحزبي وينقصهم رافضي وإباضي لتكمل التشكيلة المعتادة التي عادة تشكلها مؤتمرات الإخوان المسلمين . ويدرك كل من له أدنى بصيرة وقليل من المتابعة أن هذا المؤتمر جاء بعد فشل الإخوان ذلك الفشل المدوي المفضوح، فقد فشلوا في ربيعهم العربي المزعوم الذي خططه لهم الكفار حتى الإسم قد اختاروه لهم ولم يسموه بأنفسهم، ودمروا بربيعهم المشؤوم بلاد المسلمين فسفكت الدماء وتشرد الناس وضاعت هويتهم وكرامتهم وأموالهم وبلادهم ولعلهم بهذا المؤتمر يريدون التستر على ضلالهم وانحرافهم وصرف أنظار الناس عنهم. ويريدون الانتقام ممن حذر منهم وكشف حقيقتهم . ولقد غرد أحد المشاركين في المؤتمر وهو الدكتور طارق الطواري فقال : (شيوخ ووعاظ انطفأت نارهم وخبت صيتهم واختلفوا ، الله أعلم بنياتهم، لكن الأكيد أنهم صناعة الأنظمة، فلما انتهى دورهم أطفأت عنهم الأضواء، وقد كانت القلوب أصلاً منهم نافرة، وغيرهم من علماء الحق والصدق مغيب بالسجون وهو حاضر بين الناس بعلمه واسمه فما كان لله دام واتصل وما كان لغيره انقطع وانفصل) انتهى كلامه أقول : إذا كان الحال كما زعم (انطفأت نارهم وخبت صيتهم) فلماذا يعقدون مؤتمرهم للرد عليهم ؟ بل الحقيقة أنهم متوجعون جداً لأنهم حقاً كشفوا مناهجهم، وفضحوا سياستهم . والغريب العجيب أن الدكتور الطواري يقول: (الله أعلم بنياتهم، لكن الأكيد أنهم صناعة الأنظمة) انتهى كلامه والذي نفسي بيده هذه فضيحة من العيار الثقيل كيف يقول (الله أعلم بنياتهم) ثم يقول مباشرة من غير فواصل (لكن الأكيد أنهم صناعة الأنظمة) !! يا ليته اختار أحد الأمرين إما أنهم الله أعلم بنياتهم أو أنهم بكل تأكيد صناعة الأنظمة ‼️ ثم من يقصد بالأنظمة ؟ المسلمة أو الكافرة ؟ العربية أو الأجنبية ؟ العربية أو الخليجية ؟ ثم يقول الدكتور الطواري؛ (فلما انتهى دورهم أطفأت عنهم الأضواء، وقد كانت القلوب أصلاً منهم نافرة) أقول : إذا كان الأمر كذلك فلماذا المؤتمر؟ هل الدكتور حقاً يعي ما يقول ؟ ثم يقول الدكتور الطواري : (وغيرهم من علماء الحق والصدق مغيب بالسجون) أقول: من هم علماء الحق والصدق؟ سمهم لنا، ولماذا غيبوا في السجون؟ وفي أي السجون تم تغييبهم ؟ إذا كان الدكتور الطواري يقصد دعاة الثورات والمظاهرات والإنقلابات فهؤلاء ليسوا علماء حق وصدق، بل هؤلاء دعاة فتنة وفوضى، فسجنهم أولى من اطلاق سراحهم، لأنهم إذا تولوا سعوا في الأرض ليفسدوا فيها ويهلكوا الحرث والنسل، والله لا يحب الفساد، ثم الدكتور طارق الطواري والمشاركون في المؤتمر ها هم يسرحون ويمرحون ويسافرون، ويعقدون المؤتمرات، ويظهرون على وسائل الإعلام ويحملون شهادات عليا ومناصب كبرى، ومنهم تكفيريون ومع ذلك لم يغيبوا في السجون‼️ لماذا ؟ أليسوا من أهل الحق والصدق؟ أو أنهم عملاء للأنظمة الغربية ومحميون من قِبَلِهم؟!!
أسأل الله تعالى أن يكفي المسلمين شر كل ذي شر والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين