سلسلة المغرر بهم من الإباضية (١٣) مسعود المقبالي الإباضي يعبث في تفسير القرآن
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والعاقبة للمتقين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد : فمن أصول الإباضية أن مَن مات على ذنب قبل أن يتوب كحلق اللحية أو قصها أو سرقة عود كبريت فإنه كافر (كفر نعمة) ويخلد في النار أبد الآبدين لا يخرج منها أبداً وهو مع فرعون وهامان وأبي جهل وأبي لهب ‼️ فإذا قيل للإباضي مسعود المقبالي أو شيخه الخليلي أو غيرهما هذا المسلم الذي حلق لحيته أو سرق عود كبريت ولم يتب لماذا لم ينفعه إيمانه بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وإيمانه بالقدر خيره وشره ؟ ولماذا لم تنفعه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ؟ لماذا لم تنفعه صلاته ولا زكاته ولا صيامه ولا حجه ولا أي شيء من أعماله الصالحة ؟ ألم يقل الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ۖ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا)(40) (سورة النساء ) فكيف تزعم أيها الإباضي أن إيمان المؤمن وإسلامه وأعماله الصالحة كلها تضيع يوم القيامة لأنه ارتكب معصية واحدة أو اثنتين ؟ سبحانك هذا بهتان عظيم فإن قال الإباضي الخليلي أو مسعود المقبالي أو غيرهما : حالق اللحية أو سارق عود الكبريت الذي لم يتب ليس من المتقين لذلك أعماله غير مقبولة لأن الله تعالى قال : (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) (27) (سورة المائدة)‼️ قلنا : أيها الإباضي الجاهل إذا كان الله تعالى لا يتقبل إيمانه ولا إسلامه ولا أعماله الصالحة فلماذا قلتم عنه كافر كفر نعمة ؟ لماذا لا تقولون أنه كافر بالله تعالى وقد حبط إيمانه وإسلامه وأعماله، بالمعصية ؟ انتبه أيها الإباضي المغرر بك فإن مشايخ الإباضية متورطون في أحكامهم بسبب تخبطهم‼️ فعندهم أن المسلم العاصي يقبل إسلامه فهو ليس كافراً بالله وإنما كافر نعمة أي فاسق ومع ذلك يخلد في نار جهنم بسبب معصيته كما يخلد الكافر‼️ لماذا يخلد في النار بسبب معصية واحدة قد تكون سرقة عود كبريت ولا يخلد في الجنة بسبب إيمانه وإسلامه وأعماله الصالحة ؟ فإن قال الإباضي لأن الله تعالى قال : ( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا) (23) (سورة الجن) فقل له وقد قال الله تعالى أيضاً (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا)(11) (سورة الطلاق) والآيات بهذا المعنى كثيرة والقرآن لا يمكن أن يناقض بعضه بعضاً .
والحق أن المؤمن مصيره إلى الجنة حتى لو عذبه الله تعالى على المعاصي إن شاء وقد لا يعذبه بل يعفو عنه بفضله ورحمته، وأما الكافر فمصيره إلى النار ولن تقبل منه الأعمال حتى لو كانت صالحة كالصدقة أو صلة الرحم ونحو ذلك . وانتبه أيها المغرر بك في هذه الحالة مشايخك إما أن يقولوا مرتكب المعصية مطلقاً كافر بالله كفراً أكبر يخلد في النار تماماً كفرعون وهامان وأبي جهل وأبي لهب - ولا فرق بين الكافر الملحد الجاحد وسارق عود الكبريت - وإما أن يضطروا إلى الرجوع إلى الحق إلى مذهب أهل السنة ويقولوا إن المسلم المؤمن صاحب المعصية لا يخلد في النار، وقد يغفر له بسبب من الأسباب وقد يعفو الله تعالى عنه برحمته وفضله وقد يعذبه بعدله ويدخله النار فإن دخلها بسبب معصيته فإنه لن يخلد فيها كالكافر بل يخرج منها . والله تعالى : (فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ)(16) سورة البروج، و:(لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ)(23) سورة الأنبياء (ولله مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (14) سورة الفتح وقال تعالى:(إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ۚ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا (48) (سورة النساء) وقد جاءت النصوص الكثيرة من الكتاب والسنة على أن الله تعالى لا يساوي بين المسلين والكافرين لا في أحكام الدنيا ولا في أحكام الآخرة، وهذا مقتضى عدل الله تعالى ورحمته . وثبتت أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه سلم تدل على أن المسلم الموحد لا يخلد في النار، فإن لم يحصل له سبب من أسباب المغفرة فقد يتفضل الله عليه بالمغفرة فيغفر له ويعفو الله تعالى عنه أو يعذبه إلى أمد لا إلى الأبد ومن هذه الأحاديث ما رواه البخاري (44) ومسلم (193) عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله، وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة، ثم يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله، وكان في قلبه ما يزن برة، ثم يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن الذرة) وروى البخاري في صحيحه أيضاً (6560) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يدخل الله أهل الجنة الجنة،يدخل من يشاء برحمته، ويدخل أهل النار النار، ثم يقول: انظروا من وجدتم في قلبه حبة من خردل من إيمان فأخرجوه) وروى البخاري في صحيحه أيضاً (6559) عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (يخرج قوم من النار بعدما مسهم منها سفع، فيدخلون الجنة، فيسميهم أهل الجنة الجهنميين) وغيرها من الأحاديث فصدق الله تعالى ورسوله وكذب المقبالي الإباضي وأمثاله . وهذه الأدلة صحيحة وصريحة لكن كبراء الإباضية يصرون على نصرة مذهبهم ولو كان باطلاً فتنبه أيها الشاب الإباضي المغرر بك لا يخدعنك أصحاب العمائم كالخليلي والمقبالي وغيرهما . يقول مسعود المقبالي : (وأما الآية التي يستدلون بها دائماً (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ۚ) (48) (سورة النساء)هل يدخل في ذلك المصر ؟ لا، طيب لم يذكر هنا المصر قال : (وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) أخرجنا المصر بآية أخرى (وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) (سورة آل عمران)كما أننا أخرجنا التائب المشرك التائب من عموم قوله تعالى(إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ) من هذا العموم أخرجنا المشرك إن أسلم ، كذلك (وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) أخرجنا المصر عن المغفرة ) انتهى كلام المقبالي أقول : هذا تفسير باطل من المقبالي بل عبث ولعب لأنه جعل المعصية لمجرد الإصرار عليها بمنزلة الشرك بالله تعالى الذي لا يغفر، فعنده مثلاً أن الذي يحلق لحيته أو يقصرها ويصر على ذلك ولم يتب فهو كالكافر لن يغفر الله له أبداً ويدخله النار ولن يخرج منها ‼️ نعوذ بالله من الخذلان وسأضرب مثلاً للتوضيح والبيان ، ما يلزم من كلام مسعود المقبالي . لو أن شاباً عمانياً إباضياً عمره أربعة عشر عاماً ونبتت له لحية خفيفة ، ثم حلقها وأصر على حلقها فمات بعد عام من حلقه للحيته، فهذا عند المقبالي كافر كفر نعمة وهو مخلد في النار ملعون مغضوب عليه أبد الآبدين لا تنفعه شفاعة الشافعين ولن يغفر له خير الغافرين ولن يرحمه أرحم الراحمين ‼️ والذي نفسي بيده هذه عقيدة مسعود الإباضي التي نقلها عن شيخه الخليلي وغيره، وإذا قال غير هذا الكلام فهو إذن تراجع عن عقيدته إلى عقيدة أهل التوحيد والسنة،وهذا ما ينكره أشد الإنكار . ويقول مسعود المقبالي الإباضي : (تفسير آخر لقوله تعالى :(وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ)، مفهومه أن هناك من لا يشاء أن يغفر الله له (وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) أي أن ما دون الشرك ينقسمون إلى قسمين : قسم يشاء الله أن يغفر له وقسم لا يشاء الله أن يغفر له ويغفر ما دون ذلك أي ما دون الشرك لمن يشاء فهناك من يشاء أن يغفر له وهناك من لا يشاء أن يغفر له فمن هو الذي يشاء أن يغفر له ومن الذي لا يشاء أن يغفر له ، الذي يشاء أن يغفر له هو الذي تاب من كبائره ، وأما الذي لا يشاء أن يغفر له فهو المصر قال تعالى :(إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ) (31) (سورة النساء) والأدلة على ذلك كما قلت كثيرة والكتب التي أسهبت في هذا كثيرة ، راجعوا مشارق الأنوار ، والحق الدامغ ، وبرهان الحق ، فإنها كتب أفاضت في هذا الجانب وأفادت كثيرة) انتهى كلام المقبالي أقول: للأسف المقبالي يكذب فيقول الأدلة كثيرة ويعجز عن ذكر دليل واحد، وانتبه أيها الإباضي المغرر بك فكلام المقبالي في غاية الركاكة والواجب أن ينزه كلام الله تعالى عن هذا التفسير، فالمقبالي يفسر القرآن بهواه ليوافق مذهبه الباطل، فيقول قوله تعالى (وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) أي لمن تاب ولم يصر‼️ إذن ما الفرق بين الشرك وما دونه من المعاصي ؟ لأنه حتى الشرك من تاب منه ولم يصر عليه فإن الله تعالى يتوب عليه، فصار معنى الآية على تفسير المقبالي : إن الله لا يغفر أن يشرك به ولا يغفر لمن عصاه بسرقة عود كبريت ولا بقص اللحية إلا إذا تاب ولم يصر على الشرك ولا على حلق اللحية وقصها . أيها الإباضي المغرر بك انتبه من المقبالي وأمثاله فوالله هؤلاء لا يتورعون عن الكذب والغش في الدَّين وهمهم الأكبر أن ينصروا مذهبهم ولو خالف الكتاب والسنة أسأل الله تعالى لي ولكم العافية والسلامة . أيها الإباضي الشاب المغرر بك انتبه لمناقشتي للمقبالي جيداً حتى يتبين لك الحق بإذن الله تعالى. تابعني في مقال قادم إن شاء الله تعالى والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.