الأخ حمد السنان ليس عيباً أن تتعلم قبل أن تتكلم ‼️
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والعاقبة للمتقين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين أما بعد : فلقد عودنا خطيب أحد مساجد الكويت حمد السنان على طروحات غريبة ما أنزل الله بها من سلطان ؛ ومنها ما انتشر مؤخراً في شهر محرم بمناسبة عند القوم بما يسمونه ذكرى مقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما فقد قال على المنبر ما نصه: (لا بد أن يمارس المنبر السني دوره في تمهيد هذا السبيل بإزالة كل ما من شأنه أن يعيق هذه الوجهة، وهي مسؤولية لا تقل جسامة وأهمية عن مسؤولية المنبر الحسيني، فمن مسؤولية المنبر السني أن يشخص مشهد مذبحة الحسين عليه السلام بعين المشاهد الشيعي للمشهد بشعوره العاطفي لأحداث المشهد والذي يتلخص حقيقة بكونه جريمة قتل بشعة راح ضحيتها الحسين وأهل بيته عليهم السلام على يد قاتل سني، هذه هي حقيقة المشهد قضية قتل عمد مع سبق الإصرار والترصد، وهي قضية مميزة لا تقبل طعنا ، وأي معارضة لهذا الحكم أو تبرير هذا الحكم بمثابة تبرئة للمجرم الجاني وتأجيج للمشاعر ، وعلى ذلك فكيف أُذكِّرُ المشاهدَ الشيعي بوصية الإمام جعفر الصادق عليه السلام بعدم الحقد وأنت تستثير أحقاده بتبرئة القاتل ، بل وبذكر مناقب له كما يفعل البعض؟ ، ومن مسؤولية المنبر السني التنبيه إلى عدم الإلتفات والدعوة بكل حزم للكف عما يثيره البعض بما لا يتناسب ومنزلة علي عليه السلام من القرب من النبي صلى الله عليه وسلم والعلم الواسع وإن لم يقصد القائل ذلك) انتهى كلامه فأقول: ليس عيباً يا أخ حمد السنان أن تتعلم قبل أن تتكلم، وإنما العيب أن تتكلم بغير علم بل ذلك من الكبائر وبما أن الخطبة مسؤولية كبيرة، فالواجب عليك أن تتحقق من صحة الأحكام الشرعية قبل أن تقررها على المنبر وتملأ بها أسماع المسلمين وتلقي بالشبه في قلوبهم، فقولك (لا بد أن يمارس المنبر السني) وقولك (فمن مسؤولية المنبر السني أن يشخص مشهد مذبحة الحسين) أقول: هذا كلام باطل مظلم ليس عليه نور النبوة ولا سنة الخلفاء الراشدين ولا الصحابة الكرام ولا الأئمة الأعلام، بل من محدثات الأمور ، فذكْر مذبحة الحسين رضي الله عنه على المنابر بدعة منكرة، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يذكر على المنبر مقتل الأنبياء ولم يجعل لذلك ذكرى سنوية وقد استشهد على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - في أحد العشرات من الصحابة، وعلى رأسهم سيد الشهداء حمزة رضي الله عنه وقتل من الصحابة من قتل في مؤتة وغيرها من الغزوات وقتل القرّاء وغيرهم فلم يجعل النبي صلى الله عليه وسلم ذكرى لمقتلهم ولا أرشد إلى ذلك، وقد قتل كبار الصحابة عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم ظلماً بجرائم بشعة ولم يؤثر عن أحد من علماء الإسلام والأئمة الأعلام أن قال: (مسؤولية المنبر السني أن يشخص مشهد مذبحة) أحدٍ لا الحسين ولا غيره . بل ذكرى المصائب ليس مشروعاً أصلاً إذ هذا من البدع الأصلية التي ليس لها أي وجه من الوجوه في الشرع، بل المشروع عند المصيبة الصبر والإحتساب والإسترجاع قال تعالى: (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) (١٥٧) سورة البقرة، وتأمل قوله تعالى (إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ) ولم يقل أنهم يتذكرون المصيبة في كل عام، ويشخصون المشهد، ويلطمون ويسبون ويلعنون فهذه أعمال ما أنزل الله بها من سلطان.
يا أخ حمد السنان ليس عيباً أن تتعلم أن الله تعالى إنما شرع خطبة الجمعة لذكر الله تعالى، كما في قوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9) (سورة الجمعة) نعم خطبة الجمعة إنما شرعت لتعليم الناس وتذكيرهم بتوحيد الله تعالى والإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والإيمان بالقدر خيره وشره ، شرعت خطبة الجمعة لتعليم المسلمين وتذكيرهم بأركان الإسلام ومحاسنه وفضائله وأخلاقه وآدابه، لم تشرع الخطبة لمجاملة أهل البدع والأهواء، يا أخ حمد السنان ماذا يستفيد أو يفهم منك السامع لما تقول أن الذي قتل الحسين رضي الله عنه "سني"؟ هل تعلم أن تلك الفئة يسبون ويلعنون ويقتلون أهل السنة في العراق وسوريا واليمن وغيرها بحجة الانتقام والثأر للحسين رضي الله عنه ؟ هل تعلم أنهم يبررون لأنفسهم قتل أهل السنة بحجة أن الذي قتله سني ؟ إن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظمُ . هل تعلم يا أخ حمد السنان أن مصطلح "أهل السنة" إنما حدث بعد مقتل الحسين رضي الله عنه ؟ لقد ظلمتَ أهل السنة لما قلت أن الذي قتل الحسين رضي الله عنه "سني"‼️ هل تدري لو قلت أن الذي قتل الحسين رضي الله عنه من الفئة الأخرى كيف ستكون ردة فعلهم ؟ لماذا دائماً يا أخ حمد السنان تُعرض بأهل السنة وتنرفزهم وتنتقصهم ؟ والله لستُ أدري، هل لأن بعض أقربائك أو أصدقائك أو جيرانك من تلك الفرقة فلذلك تجاملهم على حساب الطعن واللمز بأهل السنة؟ إن أهل السنة هم أشد الناس حباً للنبي - صلى الله عليه وسلم - وآل بيته ، يحبونهم حباً حقيقياً شرعياً ولا يعبدونهم ولا يغلون فيهم وليس عندهم عداوة لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بل أهل السنة يحبون آل البيت والصحابة رضي الله عنهم أجمعين فافهم هذا جيداً ولا تماري بالباطل وتعلم قبل أن تتكلم وما أجمل الكلمات وأصدقها التي قالها شيخنا محمد بن صالح العثيمين في "شرح الكافية الشافية" (١٨٢/١) قال: (البلاء كل البلاء من الجاهل جهلاً مركباً ، الذي يجادلك بغير علم ، ويتكلم بين العامة بغير علم ، ويتكلم مع العلماء بالمجادلة بغير علم) انتهى كلامه. يا أخ حمد السنان يؤسفني جداً أن تعتلي منبر مسجدٍ بناه سني وأوقفه لوجه الله تعالى لأهل السنة ثم تقرر من على منبره أن أهل السنة يستثيرون الأحقاد بتبرئة قاتل الحسين رضي الله عنه ويذكرون مناقبه ؟ يؤسفني جداً أن تصف أهل السنة بأنهم يثيرون الناس بكلام لا يتناسب ومنزلة علي رضي الله عنه وقرابته . يا أخ حمد السنان اتق الله في نفسك ، فو الذي نفسي بيده لا أحد يحب علياً رضي الله عنه مثل أهل السنة، وفضائله في كتبهم ومصنفاتهم كثيرة فحبه إسلام وإيمان وبغضه شقاق ونفاق وهو المبشر بالجنة رضي الله عنه وأرضاه ثم تأتي وتتهم أهل السنة بأنهم في علي رضي الله عنه مع النواصب؟ لا إله إلا الله كم أسرفت على نفسك يا ابن سنان بهذه الأحكام الجائرة في حق أهل السنة . والله المستعان . يقول الأخ حمد السنان: (فكيف ندعو إلى التقارب والمحبة إلى من يحب علي ونحن في علي من النواصب؟!) انتهى كلامه
أولاً أهل السنة ليسوا من النواصب ولا قريبين منهم. ثانياً: سأخبرك كيف نتقارب مع القوم:
أولاً: أن نعبد الله تعالى وحده ولا نشرك به شئياً، ليكون الدين كله لله. ثانياً: أن لا يتخذ بعضاً بعضاً أرباباً من دون الله . ثالثاً : أن لا يغلوا في المخلوقين فلا يعلم الغيب إلا الله تعالى وليس لأي مخلوق شيء من صفات الله تعالى المنفرد بها . رابعاً : أن يقولوا أن القرآن كلام الله المنزل الذي تكفل الله بحفظه ولم يحرف ولم يغير . خامساً : أن يعتقدوا عقيدة الكتاب والسنة ولا يتجاوزوا ذلك ويتبرؤوا من العقائد الباطلة كالرجعة والبداءة والإمامة وغيرها . سادساً : أن يتوبوا الله تعالى توبة نصوحاً ، فيحترموا أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - أمهات المؤمنين ولا يسبوهن ولا يلعنونهن ولا يقذفونهن بالإفك والبهتان . سابعاً : أن يتوبوا الله تعالى توبة نصىوحاً من تكفير الصحابة رضي الله عنهم ولا يلعنونهم ولا يسبونهم . ثامناً : أن يصلوا صلاتنا ويستقبلوا قبلتنا ويوالون المسلمين ويتبرؤون من المشركين. تاسعاً : أن يتبرؤوا من البدع وأفعال الجاهلية كالتطبير واللطم والزحف إلى القبور ولبس السواد وغير ذلك من البدع المشهورة والمعروفة. عاشرا : أن يكونوا في توبتهم صادقين بلا تقية ولا نفاق . الحادي عشر: أن يكفوا أيديهم عن سفك دماء المسلمين في العراق وسوريا ولبنان واليمن وغيرها . الثاني عشر: أن يتوقفوا عن أكل أموال الناس بالباطل باسم الخمس وغير ذلك . فهذه ابرز الشروط التي يجب الإلتزام بها فيكونون حنئذٍ منا ونكون منهم ويتم التقارب المنشود والمحبة المتبادلة وأما قولك يا أخ حمد السنان (كذلك ما يجب على المنبر السني بيانه أن رواية من لا تقية له لا دين له ، أنها من روايات غلاة المذهب وأنها ليست معتمدة عند الكثيرين كما حدثني بذلك من أثق بدينه وعلمه من علمائهم) انتهى كلامه فأقول : إذا كان عالماً وتثق بدينه وعلمه فلماذا لا تعتقد عقيدته وتتدين بدينه ؟‼️ ثم ابشرك بأن هذا الذي تثق بدينه وعلمه إما جاهل أو كذاب يستعمل معك التقية‼️ لأن التقية عند القوم من أصول الدِّين، ومن لوازم الاعتقاد، بل لا دين ولا إيمان لمن لا تقيَّة له! حتى زعموا أن جعفرٌ الصَّادق قال: (إنَّ تسعة أعشار الدِّين في التقيَّة، ولا دين لمن لا تقيَّة له) "أصول الكافي" للكليني (2/ 217) و"بحار الأنوار" للمجلسي (75/ 423) وينسبون إلى جعفر الصَّادق أيضاً أنه قال: (التقيَّة ديني ودين آبائي، ولا إيمان لمن لا تقيَّة له" انظر: (أصول الكافي" للكليني، فيه باب كامل اسمه التقيَّة، 2/ 217، 219) وزعموا أن جعفر الصادق أيضاً قال : (لو قلت: إنَّ تارك التقيَّة كتارك الصلاة، لكنت صادقًا) "من لا يحضره الفقيه" لابن بابويه (2/ 80) و "بحار الأنوار" للمجلسي (75/ 412، 414) ويرون عن عليُّ بن موسى الرِّضا أنه قال - كما يزعمون :(لا إيمان لمن لا تقيَّة له، وإنَّ أكرمكم عند الله أعمَلُكم بالتقيَّة، فقيل له: يا ابن رسول الله، إلى متى؟ قال: إلى يوم الوقت المعلوم، وهو يوم خروج قائمِنا، فمَن ترك التقيَّة قبل خروج قائمنا فليس منَّا) "إكمال الدين لابن بابويه ص 355" و"بحار الأنوار" للمجلسي (75/ 412)وهذه الكتب التي نقلت منها هي من أكبر المراجع المعتمدة لدى القوم فكيف يا أخ حمد السنان تزعم أنّ الخطيب السني يجب عليه أنْ يعلو المنبر ويبين أن هذه الرواية غير معتمدة ؟!! يا أخ حمد السنان لفت نظري في آخر الخطبة قولك (بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم) وأنت لم تذكر ولا آية واحدة ولا حتى حديثاً ضعيفاً ، فياليت تتعلم قبل أن تخطب وتتكلم. والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين