الرافضة والصوفية والإباضية يبغضون الشيخ محمد بن عبدالوهاب لدعوته للتوحيد (٤/١)
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والعاقبة للمتقين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين أما بعد : فإني لا أبالغ إذا قلت أن بغض الرافضة والصوفية والإباضية للشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى ودعوته وطلابه عند هؤلاء يكاد يفوق الخيال، فهم لا يبغضون اليهود والنصارى والهندوس والبوذيين بمقدار ما يبغضون الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى ودعوته‼️ بل بعض الأعاجم يقول: الشيطان والوهابي سواء بسواء فلماذا كل هذا البغض الشديد ؟ لقد قيل قديماً : إذا عرف السبب بطل العجب ‼️ من المعلوم والمشهور أن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى قامت على توحيد الله تعالى وبيان فضله ومحاسنه وتحقيقه ومكملاته ونبذ الشرك بجميع صوره ومفرداته وأنواعه وأسبابه وألفاظه ووسائله وذرائعه ، وألف كتابه الشهير الصغير في حجمه الكبير في معناه ومحتواه . ألا وهو "كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد"وذكر فيه كثيراً من الآيات والأحاديث والأقوال المأثورة، مما يدل دلالة واضحة على أنه ما ابتدع شيئاً من هواه ولا جاء بشيء من كيسه، وإنما اعتمد في دعوته على الكتاب والسنة ، فرحمه الله تعالى رحمة واسعة وجزاه عنا وعن كل من استفاد منه خير الجزاء . وكل من قرأ القرآن وأكثر من سماعه سيجد بوضوح تام أن أكثر ما في القرآن تكرار الدعوة إلى عبادة الله تعالى وحده والنهي عن الشرك ، ومع وضوح هذه الحقيقة إلا أن اهتمام المسلمين عموماً والدعاة إلى الله عز وجل خصوصاً في تقصيرٍ كبيرٍ وإهمالٍ واضحٍ في الدعوة إلى توحيد الله تبارك وتعالى. وأما الرافضة والصوفية والإباضية فحربهم وعداوتهم شديدة جداً على التوحيد وأهله، فلا غرابة أن يعادوا كل من دعا إلى التوحيد ونبذ الشرك ، وهم غارقون في وحل الشرك. لقد قام الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى بالدعوة إلى التوحيد فكتب في ذلك رسائل ودرَّس وعَلَّم ودعا حتى بارك الله في دعوته فظهرت ونفع الله بها من شاء من عباده، ولو تأملنا أحوال الدعاة والخطباء والمعلمين ومقدمي البرامج في وسائل الإعلام لوجدنا ضَعف اهتمامهم بالتوحيد ظاهراً جلياً ، مع أن الله تعالى ما خلق الجن والإنس ولا أرسل رسله ولا أنزل كتبه ولا كتب الجهاد ولا شرع الشرائع ولا حدَّ الحدود ولا أحلَّ الحلال ولا حرم الحرام ولا فرض الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؛ إلا من أجل التوحيد ، بل ما خلق الله السماوات والأرض ، ولا تقوم القيامة ولا تحق الحاقة ولا تقع الواقعة، ولا خلق الله الجنة والنار إلا من أجل التوحيد، قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) (الذاريات) وقال تعالى: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) (النحل: 36)، وقال تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25)(الأنبياء) والآيات في بيان دعوة الرسل إلى التوحيد والنهي عن الشرك كثيرة جداً لا تحصى إلا بصعوبة.
(النهي عن عبادة الأولياء الأموات منهم والأحياء)
الرافضة والصوفية والإباضية وأمثالهم ظنوا أن الشرك هو عبادة الأصنام فحسب ، وجهلوا أو تجاهلوا أن الشرك هو عبادة غير الله تعالى مع الله ، فكل من دعا مع الله غيره فهو مشرك ولو كان المدعو مع الله ملكاً أو رسولاً أو ولياً صالحاً أو غير ذلك، كمن يدعو علياً أو الزهراء أو الحسين أو البدوي أو العيدروس أو عبدالقادر أو غيرهم، فهذا كله من الشرك، حتى لو دعا أحد عيسى ابن مريم عليه السلام بل حتى لو دعا سيد ولد آدم محمداً عليه الصلاة والسلام من دون الله فقد أشرك . قال تعالى: (وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ ۘ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ۚ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)(88) (القصص) وقال تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) (18) (الجن) وقال تعالى: (فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ)(213) (الشعراء) ولا أحد أضل من هؤلاء الذين يدعون المخلوقين من دون الخالق قال تعالى:(وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ) (5) (الاحقاف) والرافضة والصوفية والإباضية على الرغم من وضوح الآيات التي تنهى عن دعاء غير الله تعالى إلا أنهم يدعون غير الله تعالى علناً ويسمون ذلك توسلاً ، والحقيقة أنه شرك بالله تعالى لكنهم يسمونه بغير اسمه كما سمى أهل الخمر والربا والخنا المحرمات بغير أسمائها . أما الرافضة والصوفية فأمثلة دعاء غير الله تعالى أشهر من أن تذكر فشركهم قد ملأ الدنيا وصم الآذان وملأ الأعين، وأما الإباضية فكانوا في السابق مُنطوين على أنفسهم وعقائدهم مغمورة ولا يعرف الناس عنهم إلا قليلاً، فغاية ما يعرفه الناس عنهم أنهم خوارج ويكفرون الصحابي الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه، وهو المبشر بالجنة وهو ابن عم النبي - صلى الله عليه وسلم - وصهره زوج ابنته، الذي يحب اللهَ ورسولَه ويحبه اللّهُ ورسولُهُ، والذي لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق، وعرفت الإباضية أيضاً بالسحر ويسمونه "العلم" لكن في السنوات الأخيرة عندما انتشرت وسائل الإعلام ووسائل التواصل والقنوات فاحت رائحة ضلالاتهم وتبين أن عقيدتهم عبارة عن مجموعة معتقدات باطلة إذ جمعوا من كل معتقد باطل عقيدة، فعقيدتهم خليط من عقائد الجهمية والمعتزلة والرافضة والأشاعرة بالإضافة إلى عقيدة الخوارج. وقد ظهر على وسائل الإعلام منشد يدعى مسعود المقبالي اجتمع فيه كثير من الشرور والضلالات مع وقاحة في أسلوبه وأخلاقه، وهو متحول من صوفي إلى إباضي، وسبحان الله ؛ دعوهُ ويقال اشتروه ليكون بوقاً لهم فصار عليهم، ففضح الإباضية أيما فضيحة، وهو يستثار بسهولة ويُسْر ثم ينفجر بالحقائق التي طالما أخفوها عن المسلمين فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. نعم الإباضية يشابهون بل ويتفقون كثيراً مع الرافضة والصوفية، في عقائدهم حتى أن طالب العلم يكاد يعجز أن يجد فرقاً واضحاً بينهم . وأبرز ما تجدهم يتطابقون فيه هو إعراضهم عن دعوة التوحيد وبغضهم لأهله فلا أثر في عقائدهم لقول الله تعالى(أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ) ولا لقوله تعالى (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5) (البينة) ولا لقوله تعالى (وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ۚ... (39) (الأنفال) ولا لقوله تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ (162، 163) (الأنعام)
فتجدهم يعبدون الأولياء بل والشياطين من دون الله ثم يقولون نحن ما نعبدهم وإنما نتوسل بهم ليقربونا إلى زلفى ‼️ وقولهم هذا مطابق لقول المشركين الأوائل الذين قال الله تعالى عنهم (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى) (3)(الزمر) لذلك لا تجدهم ينهون عن الشرك ومظاهره على الرغم من انتشاره في بلادهم . ولقد أرسل لي المنشد الإباضي مسعود المقبالي رسالة قال فيها: (المبادرة الى إطلاق الشرك على المتوسلين بالأنبياء والأولياء والصالحين فهذا من بدع مجانين المجسمة) انتهى كلامه بحروفه فأقول: سبحان الله أولاً: هذه فضيحة جديدة من الفضائح التي يفضح المقبالي بها الإباضية شكراً مسعود ثانياً : دعاء هؤلاء لغير الله تعالى صريح جداً غير قابل للتأويل، ومطابق لقول المشركين الذين يقولون نحن ندعوا الأولياء ليشفعوا لنا عند الله تعالى أو هؤلاء شفعاؤنا عند الله إذن دعوى الإباضية مطابق مطابقةً تامةً لدعوى المشركين الأوائل، الذين قال الله فيهم:(وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ ۚ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ (18) (يونس) وتأمل قوله تعالى:( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى) (3)(الزمر) لم يقل الله تعالى والذين اتخذوا من دونه أصناماً أو أوثاناً، وإنما قال (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ) ومع هذا الوضوح الذي ليس بعده بيان نجد كثيراً من الرافضة والصوفية والإباضية يدعون أو يذبحون أو ينذرون أو يخافون أو يرجون الأولياء الصالحين من دون الله تعالى وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ولا شك بأن هذه الأعمال الشركية تحبط العمل وتستوجب لصاحبها الخلود في نار جهنم، ولا ينفعهم تسمية هذا الشرك توسلاً كما قال المقبالي . وللحديث بقية إن شاء الله تعالى ، والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.