الرافضة والصوفية والإباضية يبغضون الشيخ محمد بن عبدالوهاب لدعوته للتوحيد ( ٤ /٣)
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والعاقبة للمتقين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد : فإن عامة الرافضة والصوفية والإباضية يدعون غير الله تعالى ويستغيثون بالمخلوقين وذلك لجهلهم بالتوحيد وعدم عنايتهم به ويبررون شركهم بتبريرات باطلة ويحتجون بحجج واهية . ومن هؤلاء المنشد مسعود المقبالي المتحول من بدعة التصوف إلى ضلالة الإباضية وكعادته في فضح الإباضية، حاول محاولة يائسة ليدافع عن قصيدة شركية لأبي مسلم البهلاني التي عنوانها "غوث الوجود" ويعني بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وَلِيتمَّ تضليل الناس يسمون ذلك مدائح أي أنها قصائد وأناشيد في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي تلك القصيدة ألفاظ شركية وغلو قبيح لا يرضاه الله ولا رسوله وسأقتصر على ذكر بعض الأبيات خشية الإطالة، قال فيها منادياً رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (غوث الوجود أغثني ضاق مصطبري سر الوجود استلمني من يد الخَطر نور الوجود تداركني فقد عميت أمنَ الوجود أجرني من مخاوف ما عين الوجود ترى بؤسي ونازلتي وفي محالك إنقاذي من الضرر عزَّ الوجود بعزّ الله أنتَ لها وجهت نحو رسول الله نازلتي ومطمع النجح منه غير منحسر ونائل الخير منه غير منقطع وفائض البر منه غير منحصر بسطتُ كفي إلى فياض رحمته على يقين بدرك السؤل والظفر ٌ يا عصمتي يا حبيب الله يا وزري حقيقة الصبر أستعطي الثواب بها ما دام فضلك عندي غير معتذر ولا أريدك بالأيام تبصرة لأنت أبصر بالدنيا من البصر أنت الحياة التي نفس البقاء بها بل أنت مكنون سر الله في البشر مولاي من كنت في الأزمان ناصره فليس يغلبه شيءٌ سوى القدر تلقّني في مهاوي حوبتي فلقد أوقعت نفسي بِبُعدي عنك في الخطر يا مصطفى الله يا مختار نظرته يا أصل ما أظهر الابداع من فطر يا مظهر اللطف في الأرواح والصور يا ظاهراً بكمالات الظهور على كل الظواهر في سُلطان مقتهر يا باطناً لم تفته الباطنات ولم يُدرك مقاماته علم من الفطر أدعوك خلف حجاب الكون منبسطاً ذهلتُ عن كل شيء مذ علقتُ به أدرك عليلك قبل الأخذ في الخطر بقدس نورك أستشفي وقد ضنيت نفسي بآفات هذا العلم القدر وأنت طب بصير قد بعثت بما يشفي العضال فأنقذني من الضرر وكيف تفدى بكون أنت علته لولاك ما أوجدت موجودة الفطر مضناك مضناك لا ترجئ رجاوته أطلقت فيك رجاءً غير مقتصر وما أناديك عن عذر أحققه أبوء ويلي بذنب غير منحصر في ورطة من غرور الزخرف الوضر) انتهى المقصود من القصيدة . وهذا الإباضي الأثيم يدعو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من دون الله تعالى ويغلو به فيقول : (أغثني، استلمني، تداركني، أجرني، ترى بؤسي ونازلتي وفي محالك إنقاذي من الضرر، وجهت وجهي نحو رسول الله نازلتي، ونائل الخير منه غير منقطع، وفائض البر منه غير منحصر، بسطت كفي إلى فياض رحمته، على يقين بدرك السؤل والظفر، أدرك عليلك، بقدس نورك استشفي) إلى آخر تلك الشركيات والكفريات، سبحان الله أين أبو مسلم البهلاني والمنشد مسعود المقبالي فاضح الإباضية مما رواه الإمام البخاري في صحيحه(3261) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أنه سَمِعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ) ؟ سبحان الله ومن أنكر عليهم هذه الشركيات والبدع اتهموه بأنه يكره النبي - صلى الله عليه وسلم - أو أن عنده مشكلة في مدح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو أنه جاهل باللغة العربية وأساليبها، أو أنه تكفيري أو خارجي . مع أن من قرأ القرآن عرف أن الدعاء لا يصلح إلا لله تعالى وحده، قال تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18) (الجن) وقال تعالى:(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60) (غافر) فإذا كان الله تعالى قد أمر عباده أن يدعوه من غير واسطة ووعدهم ، ووعده الحق والله لا يخلف الميعاد أن يستجيب لهم، وأنه تعالى كما قال عن نفسه (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) (البقرة) فلماذا يدعى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من دون تعالى ؟ أفلا يعقلون ؟! وقال تعالى : (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)(14) (غافر) ومن دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - من دون الله فهذا لم يخلص في دعائه لله، وقال تعالى: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (62)(النمل) الجواب : لا أحد يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء إلا الله تعالى وحده والإستغاثة أخص من الدعاء فالدعاء الطلب مطلقاً وأما الإستغاثة فهي طلب الغوث وهو التخليص من الشدة والنقمة والعون على الفكاك من الشدائد، انظر (تاج العروس للزبيدي) (٢٤٣/٣) وقال ابن تيمية -رحمه الله-(الاستغاثة طلب الغوث وهو إزالة الشدة) مجموع الفتاوى (103/1) وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه رضي الله عنهم يستغيثون بالله وحده وقال تعالى: (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9)(الأنفال) ولماذا يدعى غير الله ، والله تعالى كاف عباده ؟ قال تعالى:(أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ۖ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ ۚ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (36)(الزمر)، وقال تعالى: (قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (63) (الأنعام) فأجاب الله تعالى على السؤال بنفسه فقال:(قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ)(64)(الانعام) . والمنشد المقبالي فاضح الإباضية حاول محاولة يائسة يبرر هذا الشرك فقال: هذا توسل بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وليس دعاء له ولا شركاً بالله فمعنى أغثني يا رسول الله واستلمني وتداركني وأجرني وأنقذني من الضرر، واشفني ، أي : ادع الله لي أن يغيثني ويستلمني ويتداركني ويجرني وينقذني من الضرر ويشفيني من المرض ‼️ أقول: هذا من أبطل الباطل ويلزم منه أنه يجيز أن يقول القائل يا رسول الله اغفر لي وارحمني وعافني واعف عني وأكرم نزلي ووسع مدخلي وأدخلني الجنة بلا حساب ولا عذاب وقني عذاب القبر وعذاب النار، واغفر يا رسول الله للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات‼️ بئس ما قلت يا مسعود يا فاضح الإباضية . لكن مع هذا أقول : شكراً مسعود بتحولك من الصوفية إلى الإباضية فضحت مشايخ الإباضية كالمفتي أحمد الخليلي وغيره مما تدرس عليهم في الخلوات هذه العقيدة الشركية الباطلة . فهلا تبت إلى ربك ووحدته وأخلصت له الدعاء فذلك خير لك والله من التمادي بالباطل وتذكر أن متاع الدنيا قليل . ممن تدرس عليهم في الخلوات هذه العقيدة الشركية الباطلة . فهلا تبت إلى ربك ووحدته وأخلصت له الدعاء فذلك خير لك والله من التمادي بالباطل وتذكر أن متاع الدنيا قليل . أقول : وأما باقي تعليلات المقبالي فاضح الإباضية التي قررها ليقنع أتباعه أن قصيدة البهلاني ليست شركاً فسأخصص مقالاً في الرد عليه إن شاء الله تعالى . والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .