حوار عجيب بين إباضيين "عامي" و "شيخ "
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والعاقبة للمتقين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فهذا حوار كتبته محاكاة لما يجري بين إباضي "عامي" و "شيخ" من المذهب نفسه، وكل ما يجيب عليه الشيخ الإباضي في هذا الحوار إنما اقتبسته من مراسلاتي مع الإباضية أو من كتبهم، ولم أتقول عليهم بكلمة ولا حرف، راجياً من الله تعالى أن ينفع به من شاء من عباده، فأقول وبالله أستعين وعليه أتوكل وإليه أنيب:
*العامي: من الصحابي الذي تزوج ابنتي النبي -صلى الله عليه وسلم- رقية وأم كلثوم رضي الله عنهما ؟
•الشيخ: عثمان بن عفان.
*العامي: سمعت أنه من المبشرين بالجنة رضي الله عنه.
•الشيخ: ما في أحد مبشر بالجنة لا عثمان ولا غيره.
*العامي: ألم يبشره النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة؟
•الشيخ: هذا الحديث لا يصح، والنبي - صلى الله عليه وسلم - ليس على "كيفه" يبشر الناس بالجنة‼️
*العامي: أستغفر الله، ألم يقل اللّهُ تعالى عن نبيه صلى الله عليه وسلم: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ (٤) سورة النجم
•الشيخ : لكن الحديث غير صحيح.
*العامي: الحديث مشهور عند عامة المسلمين ويسمى بحديث العشرة المبشرين بالجنة.
•الشيخ: السادة الإباضية قالوا : (الحديث ليس صحيحاً) خلاص يجب أن نصدق سادتنا وكبراءنا ولا نجادلهم.
*العامي: وهل نقول رضي الله عن عثمان بن عفان أو لا نقول؟
•الشيخ: لا نقول.
*العامي: لماذا؟ فالله تعالى أثنى على السابقين الأوّلين من المهاجرين والأنصار ورضي عنهم وأعد لهم جنات. فقال تعالى: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (100) سورة التوبة وعثمان بن عفان رضي الله عنه من السابقين الأولين المهاجرين وهؤلاء أفضل البشر بعد النبيين والمرسلين. فلماذا هذا الحقد على كبار الصحابة رضي الله عنهم؟ والله ما سمعنا عن اليهود ولا النصارى أنهم يحقدون على أصحاب أنبيائهم كحقد الرافضة والإباضية على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم !!
•الشيخ: لابد من البراءة من الذين غيروا وبدلوا فلم يكن عثمان على ما كان عليه أبو بكر وعمر.
*العامي: كلامك غريب ولا أدري لماذا نحن الإباضية شاذين عن سائر المسلمين، حتى الواحد منا يستحي أن يقول إن من مذهبنا تكفير كبار الصحابة رضي الله عنهم‼️ وإذا سافرنا والتقينا بالمسلمين في مكان ما، وسألونا عن مذهبنا وقلنا لهم إباضية !! يتعجبون ويسألون ما الإباضية؟ هل هم سنة ؟ نقول : لا هل شيعة ؟ نقول : لا هل حنفية أو مالكية أو شافعية أو حنابلة ؟ نقول : لا هل صوفية على أحدى طرقها ؟ نقول : لا هل اسماعيلية أو علوية ؟ نقول : لا هل زيدية ؟ نقول : لا هل خوارج ؟ نقول : لا هل : أشاعرة أو ماتوردية ؟ نقول : لا هل : جهمية أو معتزلة ؟ نقول : لا إذن ما الإباضية ؟
•الشيخ : الإباضية مذهب يجمع عقائد شتى من كل الفرق والمذاهب فكل من ذكرتهم عند الإباضية عقائد ومسائل متطابقة معهم، ففي الإباضية مسائل من عقائد الشيعة والمعتزلة والصوفية والأشاعرة والخوارج وغيرهم بل حتى في الإباضية من عقائد اليهود والنصارى والسحرة والكهان.
*العامي: والله أستحي أقول للناس وللمسلمين وأشرح لهم ما سمعناه من بعض مشايخ الإباضية من أن عقيدة الإباضية عبارة عن خلطة سرية سحرية لأنهم أخذوا من كل مذهب وفرقة شيئاً حتى يصدق عليه أن مذهبنا عبارة عن مزيج من المذاهب والعقائد؟ حقاً لقد أصبح أحدنا يتحرج أن يقول أنه إباضي.
•الشيخ: نحن السادة الإباضية الأطهار أهل الحق والاستقامة، وإن كنا قلة فلا يضرنا فالله تعالى مدح القلة وذم الكثرة.
*العامي: القلة التي مدحها الله تعالى هم أهل الحق، والكثرة التي ذمها الله تعالى هم أهل الباطل، فليست العبرة بالقلة أو الكثرة على كل حال. ثم الأمر ليس بالتمني حتى نجزم بأن الإباضية هم أهل الحق لمجرد أنهم قلة، كثيراً من الأحيان القلة تدل على الشذوذ. فإن كنا نحن الإباضية قلة ونكفر الصحابة فهل سنكون محمودين عند الله تعالى ورسوله وعند المسلمين؟ قطعاً لا.
•الشيخ: نحن لا نكفر الصحابة تكفير ملة وإنما نكفرهم تكفير نعمة.
*العامي: لحظة لحظة من فضلك هل الإباضية كما تقول أطهار وأهل حق واستقامة هم بنظرك أطهر من عثمان بن عفان رضي الله عنه وأتبع للحق وأكثر استقامة ؟‼️ هذا ما لا يقبله عاقل، أن مثلاً مسعود المقبالي خير وأفضل من عثمان بن عفان رضي الله عنه ‼️ والله لو عرف المسلمون عنا هذا القول لنبذونا وتبرؤوا منا.
•الشيخ: نحن لا نصرح بهذه الحقيقة أمام الناس، بل نقول هذا فيما بيننا، حتى عوام الإباضية لا يعلمون أننا نكفر عثمان ولا غيره من الصحابة.
*العامي : وإذا سألني أحد عن قول الإباضية في عثمان بن عفان رضي الله عنه فماذا أقول؟
•الشيخ : سئل بعض علماء الإباضية هذا سؤال فقال : استعمل معه التقية.
*العامي كيف؟
•الشيخ : قل له نحن لا نكفره وليكن قصدك أنه هو الذي كفر بنفسه، ولم نجبره على الكفر.
*العامي: وإذا سألني من قرأ واطلع على كتب الإباضية وعرف الحقيقة بأن الإباضية يكفرون عثمان بن عفان رضي الله عنه حقاً فماذا أقول له؟
•الشيخ: قل له ليس كل الإباضية يكفرون عثمان بن عفان وقل له نقصد أنه كافر كفر نعمة وليس كفر ملة.
*العامي: وإذا سألني ما الفرق بين كفر النعمة وكفر الملة؟
•الشيخ: الكافر كفر ملة هو من كفر بالله تعالى كالمشرك والوثني والمجوسي والهندوسي يعني ليس مسلماً، أما كافر النعمة فهو مسلم لكنه عاصي.
*العامي: أفهم من كلامك أن كافر النعمة مسلم عاصي ويعامل معاملة المسلمين وليس كافراً؟
•الشيخ : نعم هو مسلم عاصي.
*العامي: فلماذا نسميه كافر نعمة؟ فلنقل مسلم مثله مثلنا!
•الشيخ: لأن مصيره يوم القيامة مع الكافرين إلى النار خالداً فيها ولا يخرج منها أبداً.
*العامي: يعني كافر؟
•الشيخ: نعم هو كافر لكن كافر كفر نعمة.
*العامي: لا أدري لكن كلامك غير مقنع، صحيح أني عامي وما درست عند مشايخ الإباضية لكن من فطرتي ما اقتنعت بما تقول. فهذا الذي قلت عنه كافر كفر نعمة لم تعتبره مؤمناً ولا كافراً والله تعالى يقول : (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)(2) سورة التغابن ، فلم يذكر فئة ثالثة مؤمنة في الدنيا كافرة يوم القيامة.
•الشيخ: أنت لا تفهم أنت غبي ‼️
*العامي: الله أكبر أنا عامي أستحي والله أن أقول لأحد أكبر مني بل ولا أصغر أنت لا تفهم أنت غبي ‼️ عيب والله هذا الاسلوب، إذا بإمكانك تشرح لي المذهب تفضل اشرح من غير تحقير، نحن نذهب لأهل السنة يكلموننا بإحترام، ولا يهينوننا بمثل أسلوبك، والمفروض تكونون قدوة لنا نحن العوام لا أن تتلفظوا علينا بمثل هذه الألفاظ.
•الشيخ: أنا آسف لكن ما عندي أكثر مما قلته لك.
*العامي: وماذا تقول بالصحابي عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه الذي بشره النبي - صلى الله عليه وسلم - بالجنة وقال لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق وأعطاه الراية يوم خيبر بعد أن أخبر أنه سيعطيها رجلاً يحب اللهّ ورسولَهُ، ويحبه الله ورسولُهُ وهذه الأحاديث في الصحيحين البخاري ومسلم؟
• الشيخ: هذه الأحاديث كلها كذب ولو كانت في الصحيحين، فلا هو مبشر بالجنة ولا هم يحزنون ولا يستحق الاستغفار ولا الترضي عنه، بل يستحق البراءة ، ونِعْمَ ما فعله به ابن ملجم لما ضربه ضربة وأنهى أمره، ومن سادات الإباضية من كفره أصلاً.
*العامي: طبعاً كفر نعمة وليس كفر ملة؟
•الشيخ: نعم كفر نعمة.
*العامي: ويوم القيامة مخلد في نار جهنم أليس كذلك؟
•الشيخ: لا نعلم لأن احتمال أنه تاب قبل أن يموت.
*العامي: وإذا مات ولم يتب يعني مخلد في نار جهنم أليس كذلك؟
•الشيخ: بلى.
*العامي: يعني صحيح الذي يقال عن الإباضية أنهم يكفرون كبار الصحابة رضي الله عنهم؟
•الشيخ : نعم نكفرهم لكن كفر نعمة.
*العامي: الله المستعان، إذا كانت الإباضية على حق فلماذا يستعملون التقية؟ هذا يجعل في النفس شيء.
•الشيخ: نحن منبوذون منذ القديم لذلك نضطر أن نتخفى ونظهر الموافقة لعموم المسلمين والحقيقة أن لنا مذهباً خاصاً بنا.
*العامي: استبعد كل البعد أن الإباضية أقرب إلى الله تعالى وأحب من صاحبي النبي صلى الله عليه وسلم وصهريه عثمان وعلي رضي الله عنهما. وما عندي أدنى شك أنهما أعلم بالله وبدينه من الإباضية وأتقى لله تعالى وأقرب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الإباضية قطعاً.
•الشيخ: يا غبي أنت كافر كفر نعمة ولكنك مسلم في الدنيا وإذا مت قبل أن تتوب وأصريت على التشكيك بالمذهب الإباضي فأنت مخلد في النار.
*العامي: وأنا أبرأ الى الله تعالى من مذهب الإباضية. وأُبشرك كثير من عوام الإباضية بدأوا يدركون فساد هذا المذهب الشاذ عن مذاهب المسلمين الذي يجعل المسلم ييأس من رحمة الله تعالى.
•الشيخ: سأبلغ عنك السلطات وسيتم استدعاءك وسيتم التحقيق معك، وسنستعمل معك السحر.
*العامي: اقض ما أنت قاض، لو كنت صاحب حق لأقنعتني بدلاً من أن تهددني بالسلطة والسحر سأستعين الله تعالى عَلَيْك. وحسبي الله ونعم الوكيل.
انتهى الحوار، والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.