موقع الشيخ
حفظه الله
سالم بن سعد الطويل

تنبيه الإخوان على بدعة القرقيعان

12 رمضان 1428 |



الحمد لله القائل (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) [المائدة : 3] والصلاة والسلام على خاتم المرسلين القائل (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار)، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:



فلقد جرت عادةٌ في دول الخليج عند انتصاف رمضان من كل عام، يحتفلون بما يسمى بــ (القرقيعان) وهذه الكلمة ليس لها أصل في لسان العرب الذين نزل القرآن بلغتهم والذي يظهر أنها فارسية معربة!!

 ولقد وفق الله تعالى بعض علماء أهل السنة إلى إنكار هذه العادة واعتبروها من البدع المحدثة التي ما أنزل الله تعالى بها من سلطان.



وإليك أخي القارئ الكريم نص السؤال والجواب عليه المقيد بتاريخ 1413/11/24 هـ وبرقم (155532) صادر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث والإفتاء والدعوة والإرشاد الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء، وهذا نصها:



الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:



فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة الرئيس العام من المستفتي/ مدير مركز الدعوة بالدمام بالنيابة والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم (5054) وتاريخ 1413/10/6هـ وقد سأل المستفتي سؤالاً هذا نصه:

"إنه جرت العادة في دول الخليج وشرق المملكة أن يكون هناك مهرجان (القرقيعان) وهذا يكون في منتصف شهر رمضان أو قبله وكان يقوم الأطفال يتجولون على البيوت يرددون أناشيد ومن الناس من يعطيهم حلوى أو مكسرات أو قليل من النقود وكانت لا ضابط لها إلا أنه في الوقت الحاضر بدأت العناية به وصار له احتفال في بعض المواقع والمدارس وغيرها، وصار ليس للأطفال وحدهم وصار تجمع له الأموال؟"



وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء المذكور أجابت عنه بأن الاحتفال في ليلة الخامس عشر من رمضان أو في غيرها بمناسبة ما يسمى مهرجان القرقيعان بدعة لا أصل لها في الإسلام (وكل بدعة ضلالة) فيجب تركها والتحذير منها ولا تجوز إقامتها في أي مكان لا في المدارس ولا في المؤسسات أو غيرها.والمشروع في ليالي رمضان بعد العناية بالفرائض الاجتهاد بالقيام وتلاوة القرآن والدعاء. والله الموفق) أ.هـ



أخي القارئ الكريم وفقك الله إلى السنة اعلم أن هذه الفتوى قد صدرت منذ خمسة عشر عاماً فهي بتاريخ 1413/11/24هـ و نحن في عام 1428هـ وكان للناس منها مواقف، فمنهم من وفقه الله تعالى وتنبه إلى بدعية القرقيعان ومنهم من استهزأ بالفتوى ولم يقم لها اعتباراً ومنهم من خالفها من غير التفات إليها ولا جواب عليها ومنهم من زعم أن السؤال خطأ وأن العلماء أفتوا على ما سمعوا وما فهموا حقيقة القرقيعان وأخطر هؤلاء من قال إن القرقيعان ليس عبادة حتى يكون بدعة وإلى هؤلاء حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: (ما هذان اليومان؟) قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية فقال: (إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر) [رواه أبو داود في سننه وصححه الألباني 1134].

فهذان اليومان لم يكونا يومي عبادة لكن لما جعلوهما ذكرى لأمر ليس شرعياً ويعودان كل عام صارا عيدين لأن العيد اسم لكل زمان أو مكان يعود وليس من مناسبة شرعية تعود في كل عام للفرح والابتهاج ولبس الجديد والتوسع على الأطفال سوى عيدي الأضحى والفطر فدلَّ هذا بوضوح على بدعية القرقيعان لا سيما إذا علمنا أنه لا أصل له في السنة لكنها تسربت إلى عوام المسلمين فحسبوا أنها فرحة وبهجة، وما زالت تتطور الفرحة بهذا اليوم أو هذه المناسبة حتى اعتبرها الناس شعاراً لرمضان ونسوا إنما المشروع صيام نهاره وقيام ليله لا الاحتفال بانتصافه بالإضافة إلى ما يحصل في ذكرى القرقيعان من الإسراف والتبذير اللانهاية لهما.



والله اسأل أن يبصرنا في ديننا ويعصمنا من البدع والمحدثات والحمد لله أولا وآخر وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

المقالات