"الإعلامي السعودي" علي الظفيري.. لا تغرر المسلمين بالخليلي
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والعاقبة للمتقين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فلقد وقفت على تغريدة للأخ الإعلامي السعودي السني "علي الظفيري" المذيع في قناة الجزيرة، أثنى في تغريدته على المفتي أحمد خليلي وبالغ في ذلك وغرر به المسلمين ‼️ ولعل الأخ "علي الظفيري" لا يعلم عن عقيدة الخليلي الإباضي شيئاً إذ لو يعلم عقيدته لما أثنى عليه، ولأن من الحماقة أن يثني أحد على من يكفره، ويعيب دينه ويطعن بعقيدته، لذلك أستبعد أنه يعلم عن حقيقة مذهب الخليلي وعقيدته. لذا أردت أن أبين للأخ الظفيري ولغيره شيئاً من عقيدة الخليلي ورأيه بمن يحلق لحيته كالأخ "علي الظفيري" وغيره أو من يقصرها ولو لم يحلقها وأين سيكون مصيره يوم القيامة. فأقول وبالله أستعين.. قال الخليلي: (المدخن وحالق اللحية بل ومقصرها مرتكبون للكبائر وكل من ارتكب كبيرة فحكمه البراءة إن لم يتب) انتهى من الفتاوى لأحمد الخليلي (2 / 282) وقال أيضاً في مقدمة كتابه الحق الدامغ المطبوع في سلطنة عمان سنة (1412) هجري: (عقيدتنا معشر الاباضية أن كل من دخل النار من عصاة الموحدين والمشركين مخلدون فيها إلى غير أمد كما أن من دخل الجنة من عباد الله الأبرار لا يخرجون منها، إذ الداران دارا خلود، ووافقنا على ذلك المعتزلة والخوارج على اختلاف طوائفهم) انتهى كلامه. وهذا اعتراف من الخليلي وإقرار على أن الإباضية على عقيدة المعتزلة والخوارج وليسوا على عقيدة أهل السنة. والإباضية يقولون كل عاص إن لم يتب فهو مخلد في النار، وهذا يدل على أحد أمرين: إما أنهم يدعون لأنفسهم العصمة فهم لا يقعون في أي محظور ولا يفرطون في أي أمر من الأمور، وهذا بحد ذاته معصية لأنه تزكية للنفس، والله تعالى نهى عن تزكية النفس فقال: (فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ ۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ (32)) سورة النجم، وقال تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ ۚ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (49) انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ۖ وَكَفَىٰ بِهِ إِثْمًا مُبِينًا (٥٠)) سورة النساء، لذلك يسمون أنفسهم أهل الحق والإستقامة ‼️ وبهذا يستحقون عليها الخلود في النار على مذهبهم، أو أنهم ليسوا معصومين وهم معرضون للوقوع بالمحظورات والتفريط في أداء المأمورات وعليه هم معرضون للخلود في النار. والعجيب أنهم يكفرون أهل المعاصي من المسلمين كفر نعمة ويقولون أنهم في الآخرة مخلدون في جهنم، مع أن الإباضية هم من أكثر الناس عصياناً لله تعالى.
فأنت يا أخ "علي الظفيري" على مذهب الإباضية والخليلي إن لم تعف لحيتك ومت وأنت حالق للحيتك فستكون مخلداً في نار جهنم مع المشركين. وكذلك يا أخ "علي الظفيري" إذا مت على غير دين الإباضية فأنت في النار. هل تعلم ذلك أم لا ؟ فلقد جاء في كتاب الجوهر المقتصر لأبي بكر أحمد بن عبد الله موسى الكندي طبعة وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان عام (1403) صفحة (121)الباب الخامس والعشرون باب بيان الدرجة الثالثة والكفر في أهل القبلة، قال: (ونحن نشهد لمن مات من هؤلاء مصراً على خلاف ما دانت به الإباضية بالخزي والصغار والخلود في النار) انتهى كلامه. يا أخ "علي الظفيري" بالنسبة للخليلي يزعم أنه يسعى إلى وحدة المسلمين ويتبنى قضايا الأمة لكن هل سمعته يوماً يستنكر مئات الصواريخ التي أطلقها الحوثيون على بلدك السعودية بل وعلى مكة المكرمة؟ هل سألت نفسك لماذا؟ إذا لم تعرف السبب فتوجه بالسؤال للخليلي نفسه.
فيا أخ "علي الظفيري" أنصحك وأنصح غيرك بالآتي: أولاً: أرسل رسالة أو اتصل بالمفتي أحمد الخليلي وتحقق بنفسك من حكمه عليك إذا مت ولم تعف لحيتك أو أعفيتها وقصرتها، أو مت على غير مذهب الإباضية، لتعرف حكمه فيك وحتماً ستغير مدحك له إلى ذمٍ وتحذير. ثانياً: أن لا تغرر المسلمين بالخليلي وأمثاله من الإباضية الذين لم يسلم منهم حتى كبار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كعثمان وعلي رضي الله عنهما. ثالثاً: احكم على الرجل من خلال دينه وعقيدته وليس من خلال مواقفه السياسية. رابعاً: اطلق لحيتك فلا تحلقها ولا تقصرها فهي سنة نبوية لعلك تلقى الله تعالى على سنة نبيه صلى الله عليه وسلم. خامساً: إذا كان بينك وبين حكومة بلدك خلاف أو نزاع فلا يبرر لك ذلك أن تضع يدك بيد من يعادي بلدك ودينك وأهلك.
والحمد لله أولاً وآخرا وظاهرا وباطنا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين