موقع الشيخ
حفظه الله
سالم بن سعد الطويل

هل المفتي أحمد الخليلي عاجز عن الإجابة على أسئلتي؟

16 ذو القعدة 1443 |

الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والعاقبة للمتقين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. أما بعد:

فلقد أحدثت مقالاتي في الرد على مفتي سلطنة عمان الشيخ أحمد الخليلي ضجة كبيرة بين العمانيين وغيرهم. وأنا أعتذر لكم يا أهل عمان وللمفتي أحمد الخليلي فاقبلوا اعتذاري. وإني على يقين من ربي أنني ما أخطأت في حق الخليلي، لكن لا يمنع ذلك من أن أعتذر، والكريم يقبل اعتذار من اعتذر. ولكن مع هذا الإعتذار فما زلت أكرر ملحوظاتي على مذهب الإباضية من غير تجريح، ولن أساير وأجاري السبابين الشتامين، فمنذ صغري حفظت قول الشاعر: إذا جاريت في خلق دنيء فأنت ومن تجاريه سواء

فاتخذت منهجاً لنفسي في حياتي أن لا أتبادل بالسباب والشتائم مع من يفعل ذلك، ولأن السب والشتم أسلوب الضعيف الذي لا يملك حجة ولا برهان، فأعرضت وسأعرض عن كل السبابين الشتامين، محتسباً الأجر والثواب، فإن عفوت عنهم فلي أجر وإن لم أعفو عنهم فلي أجر، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

ومازلت أنتظر إجابة المفتي على أسئلتي، والظاهر أن المفتي عاجز تمام العجز أن يجيب على أسئلتي ربما - أقول ربما - أنه يخشى أن ينفضح ثم ينفض الناس من حوله لا سيما وهو يحضر نفسه ويحضر له آخرون أن يكون مفتياً للأمة الإسلامية وليس مفتياً لسلطنة عمان فحسب.

وأرجو من كل من لم يعجبه كلامي وانتقادي للخليلي أن ينصف ويترك التشنج وأن يتنزه عن لغة السب والشتم والتحقير ويحفظ لسانه وحسناته، ولنتوجه جميعاً للمفتي الخليلي ونستفتيه بما أنه مفتي للأمة ومن أهل العلم، ومن المعلوم والمقرر شرعاً أن كتمان العلم حرام ومن الكبائر.

السؤال الأول: يا شيخ أحمد الخليلي، هل الله تعالى "بذاته" فوق جميع خلقه أو دونهم أو مساوٍ لهم أو لا تعلم ؟

السؤال الثاني: هل من قال إن الله تعالى: (ليس داخل المخلوقات ولا خارجها ولا فوقها ولا دونها ولا مساوٍ لها ولا متصلاً فيها ولا منفصلاً عنها ولا بائناً منها ولا مختلطاً فيها ولا يمينها ولا شمالها ولا أمامها ولا خلفها) هل يعتبر ملحداً أو مؤمناً ؟ فإن لم يكن ملحداً فما الفرق بينه وبين الملحد ؟

السؤال الثالث: هل يرى المؤمنون ربهم في الجنة كما قال تعالى:(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ‏) (22، 23‏) (سورة القيامة)، وغيرها من الآيات، وكما تواترت بذلك الأحاديث منها ما رواه البخاري في صحيحه (6998) عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه أنه قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ عِيَانًا) وللتأكيد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (عياناً) ؟ وهل من أنكر رؤية المؤمنين لربهم يكون قد كذّب الله ورسوله أو لا ؟

السؤال الرابع: جاء في كتاب قاموس الشريعة الحاوي طرقها الوسيعة تأليف علامة الإباضية جميل بن خميس السعدي طبعة وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان عام (1403) (5 / 373) قوله (ومن أعظم ما خالفناهم فيه - أي أهل السنة - وبيان ذلك في كتبهم أنهم دانوا في كتبهم أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ذات ربه بنظر العين في الدنيا وأنه أسري به إليه حتى صار قريباً منه وأن تلك كرامة خص بها في الدنيا وأما في يوم القيامة فكلهم ينظرون ذات الله تعالى وكذلك في الجنة.... إلى أن قال : (وهذا عندنا من أعظم الكفر بالله الرحمن وعلى النبي من أعظم البهتان ولو قال ذلك نبي من الأنبياء لشهدنا أنه قد كفر بالله المنان وصار ملعوناً من إخوان الشياطين) انتهى كلامه، فيا شيخ أحمد هل تتفق مع الشيخ العلامة جميل بن خميس السعدي أو تخالفه؟ فإن كنت تتفق معه فهل النبي صلى الله عليه وسلم- والعياذ بالله - كافر لأنه أخبر في أحاديث كثيرة بأن المؤمنين يرون ربهم في الجنة؟ وهل تؤمن يا شيخ أحمد بأحاديث الرؤية أو أنها - عندك - كذب ولو كانت في الصحيحين؟

السؤال الخامس: يا شيخ أحمد الخليلي هل كل من لم يؤمن بعقيدة الإباضية فهو كافر مخلد في النار ولا يدخل الجنة ولا يجد ريحها؟ أو بصيغة أخرى هل كل من ليس إباضياً فهو كافر ؟

فلقد قرأت في كتب الإباضية التالي: 1/ كتاب الجوهر المقتصر لأبي بكر أحمد بن عبدالله موسى الكندي طبعة وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان عام (1403) صفحة (121) الباب الخامس والعشرون باب بيان الدرجة الثالثة والكفر في أهل القبلة، قال: (ونحن نشهد لمن مات من هؤلاء مصراً على خلاف ما دانت به الإباضية بالخزي والصغار والخلود في النار) انتهى كلامه. 2/ كتاب العقود الفضية في أصول الإباضية/ تأليف سالم بن حمد سليمان الحارثي طبعة وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان عام (1403) صفحة (172) قال العلامة الرباني المبارك جاعد بن خميس بن مبارك الخروصي: (إني لأقسم بالله قسم من بر في يمينه فلا حنث إن مات على الدين الإباضي الصحيح غير ناكث لما عاهد الله عليه من قبل ولا مغير حقيقته كُلاً ولا مبدل طريقته أنه من السعداء ومن أهل الجنة مع الأنبياء والأولياء وإن مات على خلافه فليس له في الآخرة إلا النار وبئس المصير، لأنه الحق وماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون على هذا إن شاء الله أحيا وأموت عليه وعليه ألقى الله رب العالمين والذي يشك فقط في أن الإباضية على حق هذا منافق لا يشم رائحة الجنة ولو صلى حتى يخرج عظم جبهته أو صام الدهر كله وتصدق بلا غاية) انتهى. 3/ كتاب شرح كتاب النيل وشفاء العليل تأليف محمد بن يوسف أطفيش وهو أحد أئمة الإباضية الكبار (7/ 431) طبعة دار الفتح بيروت جاء فيه: (فالشاك في كونه صواباً وكون دين مخالفينا خطأ منافق ولو كان منا ولا سيما إن كان من مخالفينا والحاصل أن الشاك في كون ديننا صواباً منافق مخالفاً كان أو موافقاً والشاك في كون دين مخالفينا خطأ منافق موافقاً كان أو مخالفاً ولو من أهل ذلك الدين ولا يشم رائحة الجنة ولو صلى حتى يخرج عظم جبهته أو صام الدهر عمره كله وتصدق بلا غاية أي كثيراً لا يحصى والجنة يوجد ريحها مسيرة خمسمائة عام) انتهى فيا شيخ أحمد الخليلي هل تعلم عن هذه النقولات من كتب الإباضية المطبوعة حديثاً ؟ وإن كنت تعلم فهل تتفق أو تختلف معهم ؟ وإن كنت تتفق فكيف تدعو إلى وحدة المسلمين وأنت تعتقد أنهم كفار ومصيرهم يوم القيامة الحرمان من الجنة والخلود في النار؟ وإن كنت تختلف معهم فهل الواجب عليك الإنكار عليهم حتى لا تتفرق الأمة ؟ وأرجو أن لا تستعمل التقية، وأفدنا لماذا تطبع هذه الكتب من الجهات الرسمية طالما فيها تكفير كل من ليس إباضياً ؟

السؤال السادس: يا شيخ أحمد الخليلي هل تتفق أو تختلف مع الإباضية الذين كفروا الخليفتين الراشدين عثمان وعلي رضي الله عنهما سواء كفر ملة أو كفر نعمة، أو تختلف معهم؟ وإن كنت تتفق معهم في تكفير الخليفتين فلماذا لا تعلن ذلك لأن كثيراً من المسلمين لا يعلمون أنك تكفر الخليفتين لو كفر نعمة. وإن كنت لا تكفر الخليفتين الراشدين عثمان وعلي رضي الله عنهما فلماذا لا تنكر على من يكفرهما ولو كفر نعمة؟ أو أنك يا شيخ أحمد تحترم رأي من يكفر الخليفتين عثمان وعلي رضي الله عنهما وإن لم تتفق معهم؟

السؤال السابع: يا شيخ أحمد الخليلي أفتني ولا تكتم العلم وأذكرك بقول الله تعالى (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ) (187) (سورة ال عمران) ، هل يخلد في النار كل من عصى الله تعالى بمعصية كحلق اللحية أو قصها أو التبرج أو التدخين ونحو ذلك إذا مات مصراً على معصيته؟ فإن كثيراً ممن يدافعون عنك دفاعاً عظيماً كبيراً لا يعلم أنك تكفره كفر نعمة وتعتقد بأن الله تعالى لن يغفر له أبداً وسيدخله النار ولن يخرج منها أبداً ‼️ مع أني قرأت لك فتوى قلت فيها (حالق اللحية بل ومقصرها مرتكبون للكبائر وكل من ارتكب كبيرة فحكمه البراءة إن لم يتب) الفتاوى لأحمد الخليلي (٢/٢٨٢) (2 / 282) فياليت تجيبني بكل صراحة ووضوح ولا تكتم العلم عن معنى البراءة؟ هل معنى كلامك أن حالق اللحية ومقصرها كافر كفر نعمة وإن مات مصراً على حلقها أو تقصيرها يدخل النار ويخلد فيها مع الكفار ولا ولن يخرج منها أبداً.

السؤال الثامن: يا شيخ أحمد الخليلي بما أنك مشفق على الأمة لماذا لا نسمع منك كلمة استنكار على ما يقوم به الحوثيون من إطلاق مئات الصواريخ على المملكة العربية السعودية وعلى مكة قبلة المسلمين؟ مع أن عدد صواريخ الحوثيين أكثر بكثير من الصواريخ التي يقذفها الصهاينة على غزة؟ لماذا لا نسمع منك يا شيخ أحمد كلمة استنكار على ما تفعله إيران في سوريا والعراق واليمن ولبنان؟ لماذا لا نسمع منك كلمة حق في نصرة بلاد الحرمين؟

السؤال التاسع: يا شيخ أحمد ما حكم من يلمز أهل السنة بالوهابية الحشوية المجسمة؟ هل هذا من التنابز بالألقاب الذي نهى الله تعالى عنه بقوله (وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11)) (سورة الحجرات)

السؤال العاشر: يا شيخ أحمد الخليلي هل تؤيد الثورات وما يسمى زوراً بالربيع العربي التي قامت قبل عشر سنوات والتي مازالت آثارها الكارثية على بلادها؟ وهل شاركت في بعض مؤتمراتها؟ وهل فرحت بالثورات وباركت لمن قام بها؟ أفدني وأفد المسلمين فإن كثيراً منهم لا يعرف الجواب على هذه الأسئلة ولا يعلم حقيقة عقيدتك على الرغم أنهم يدافعون عنك دفاعاً مستميتاً. انتظر جوابك.

والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

المقالات