"إنّ اللهَ لا يُحبُّ الخائنين" فهل الشيخ أحمد الخليلي خائن؟!
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والعاقبة للمتقين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن من المقرر عند أهل العلم أن دعوة المسلمين إلى الاستقامة والرجوع إلى دينهم أولى من دعوة الكفار وإدخالهم في الإسلام لذا قيل: دعوة المسلمين رأس مال ودعوة الكفار ربح، والمحافظة على رأس المال أولى من الربح. وعلى هذا فإن دعوة أهل السنة أولى من دعوة أهل البدع فأهل السنة رأس مال وأهل البدع ربح. والرد على الكفار والمبتدعة باب من أبواب الجهاد في سبيل الله تعالى يجب على طائفة من المسلمين جهاد أهل البدع كما يجاهدون الكفار. وقد يكون خطر المبتدعة على المسلمين أشد من خطر الكفار، وكثيراً ما يتعاون الكفار والمبتدعة على حرب المسلمين وتشويه صورة الإسلام.
وفي كتاباتي وردودي على الإباضية أحرص في الدرجة الأولى على تنبيه أهل السنة وتحذيرهم من الإباضية أكثر من دعوة الإباضية إلى التخلص من عقائدهم الباطلة، لا سيما أن الإباضية متعصبون جداً كأسلافهم من الخوارج. وأما العوام منهم فالحمد لله كثير منهم انشرحت صدورهم للحق وتركوا مذهبهم الباطل لأنه مذهب مخالف للكتاب والسنة والفطرة.
وبعد هذه المقدمة أعود وأقول: إن من عقيدة أحمد الخليلي مفتي الإباضية أن الحاكم إن أصر على الصغيرة من الذنوب يعزل وإن وقع في كبيرة فيخرج عليه ويقام عليه الحد ويؤمر غيره. وهذا نص كلام الخليلي الخائن للسلطان قال: (وبما أن من لم يرق إلى مرتبة المصطفين الأخيار عرضة للخطأ والزلل كان الحكمُ فيه إن واقع معصية - ولو صغيرة - أن يُستتاب فإن تاب أُقر، وإن أصر وجب على أهل الحل والعقد عزله وتقديم غيره ممن يرون فيه الرشد والصلاح. أما إن كانت معصيته توجب حداً شرعياً - كالزنا والسرقة وقذف المحصنات وشرب الخمر - فإن إمامته تزول بذلك ويجب على جماعة المسلمين في هذه الحالة أن يختاروا لأمرهم من تتوفر فيه شروط الإمامة من أهل الصلاح والفضل، ويقوم عندئذ بإنفاذ الحكم الشرعي في الإمام الأول) انتهى كلامه من كتاب (شرح غاية المراد في نظم الاعتقاد صفحة (303) . فتأمل قليلاً قول هذا الإباضي المعتدي وما يخططه للمسلمين لإفساد بلادهم، يقرره بكل صراحة ووضوح ويرسم طريق الخروج والدمار، فيقول: من واقع معصية ولو صغيرة ولم يتب منها وجب عزله‼️
فأقول: أولاً: لا يوجد على وجه الأرض حاكم ولا محكوم ليس عنده صغيرة من الصغائر .
ثانياً: إذا كان الخليلي يعرف حاكماً من الحكام ليس عنده ولا صغيرة من الصغائر فليذكره لنا إن كان من الصادقين لكن أنى له ذلك؟
ثالثاً: الحاكم الذي يعمل الخليلي في دولته مفتياً إما أن يكون معصوماً حتى من الصغائر أو غير معصوم. فإن قال الخليلي حاكمه معصوم فقد كذب إذ لا معصوم إلا النبي صلى الله عليه وسلم، وإن قال ليس معصوماً فهذه خيانة عظمى إذ كيف يعمل عند الحاكم مفتياً وهو يفتي بوجوب عزله وتقديم غيره؟ والله تعالى يقول: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ) (58) (سورة الأنفال)
رابعاً: لم يذكر الخليلي دليلاً من الكتاب ولا من السنة على ما قرره بقوله (إن واقع معصية - ولو صغيرة - أن يُستتاب فإن تاب أُقر، وإن أصر وجب على أهل الحل والعقد عزله وتقديم غيره ممن يرون فيه الرشد والصلاح) . وهذا يدل على أن فتواه بناها على هوى وليس على هدى، وهذه عادة أهل البدع والأهواء.
خامساً: لم يبين الخليلي كيف يصنع المسلمون إذا أصر الحاكم على الصغيرة واستتيب ولم يتب كيف يتم عزله؟ هل يقاتلونه؟ أو كيف يصنعون معه؟
سادساً: فتوى الخليلي مخالفة للأدلة من الكتاب والسنة إذ الواجب على المسلمين السمع والطاعة لولي أمرهم بالمعروف والنصح له، لا عزله لمجرد إصراره على صغيرة من الصغائر.
سابعاً: إذا تم عزله فمن أين يجد المسلمون بديلاً عن الحاكم المعزول يكون فيه الرشد والصلاح وخالياً من الصغائر؟
ثامناً: مفسدة عزل الحاكم المصر على الصغيرة أعظم بكثير من بقائه، ولكن الخليلي لا فقه عنده ولا علم ولا تقوى فغاية ما عنده تقرير مذهب الخوارج فحسب.
ثم يقرر الخليلي الخائن الخارجي ويغرر بالمسلمين فيقول إذا كان عند الحاكم كبيرة فإمامته تزول بتلك الكبيرة، ويقرر الخروج عليه. وهذا نص كلامه يقول: (أما إن كانت معصيته توجب حداً شرعياً - كالزنا والسرقة وقذف المحصنات وشرب الخمر - فإن إمامته تزول بذلك ويجب على جماعة المسلمين في هذه الحالة أن يختاروا لأمرهم من تتوفر فيه شروط الإمامة من أهل الصلاح والفضل، ويقوم عندئذ بإنفاذ الحكم الشرعي في الإمام الأول)
أقول: سبحان الله ما أعظمه من خائن، إذ لا يخفى على أحد أن عامة بلاد المسلمين ومنها سلطنة عمان فيها منكرات وكبائر ظاهرة لا يختلف عليها اثنان كالحكم بالدساتير الوضعية والبنوك الربوية وانتشار الخمر والسماح به رسمياً والسماح بالتبرج والسفور وغير ذلك كثير وذكْره يطول، وبناءً على فتوى الخليلي الخائن أنه يجب الخروج على كل حكام الأرض اليوم حاكمه الذي عينه مفتياً للسلطنة.
ومن المعلوم أن الخليلي أصلاً نشأ في الزنجبار ولم ينشأ في عمان وأتى به السلطان قابوس وعينه مفتياً لسلطنة عمان فإذا كانت هذه عقيدته في الحاكم الذي عنده صغائر فضلاً عن الكبائر فكيف قَبِلَ أن يكون مفتياً عنده منذ عشرات السنين بل ومازال إلى ساعة كتابتي لهذا المقال مفتياً رسمياً هو وأقرباؤه؟ ألا يقال إنه خائن والله لا يحب الخائنين؟
وفي مقابلة للخليلي مطولة في قناة الجزيرة ذكر ولي نعمته مراراً السلطان قابوس الذي عينه مفتياً للسلطنة ومع ذلك لم يترحم عليه ولا مرة واحدة ‼️ ولا يستبعد أنه يتبرأ منه، والبراءة عند الإباضية تستوجب كفر من تبرأوا منه ويسمونه كفر نعمة، ومَن كفر عندهم كفر نعمة ومات على ذلك فلا يستحق الدعاء له بالمغفرة والرحمة ويدخل النار ولا يخرج منها أبداً. وقد قرر الخليلي هذه العقيدة بكل صراحة ووضوح فقال: (حالق اللحية بل ومقصرها مرتكبون للكبائر وكل من ارتكب كبيرة فحكمه البراءة إن لم يتب) الفتاوى لأحمد الخليلي(2 / 282) فكيف يثق المسلمون بمن يخون ولي أمره؟ أفلا تعقلون؟
فالواجب على المسلمين الحذر الشديد من الخليلي وأن لا يقدم للمسلمين على أنه المنقذ لهم المحافظ على دينهم المدافع عن مقدساتهم ومبادئهم بل هو إباضي خارجي يسعى إلى إثارة الفوضى والمظاهرات والإنقلابات في بلاد المسلمين.
أسأل الله تعالى أن يقي المسلمين شره، وشر كل ذي شر. والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين