موقف الرافضة والإباضية الملحدين من الخلفاء الأربعة الراشدين

الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والعاقبة للمتقين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين، أما بعد:

فإن الخلفاء الراشدين الأربعة أبا بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم هم خير من مشى على وجه الأرض بعد النبيين والمرسلين. وهم خير أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأعلمهم، اصطفاهم الله تعالى لصحبة النبي صلى الله عليه وسلم. وقد بشرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة وصاهرهم، فتزوج عائشة بنت أبي بكرٍ رضي الله عنهما وحفصة بنت عمر رضي الله عنهما، وزوج النبي صلى الله عليه وسلم بنتين من بناته أم كلثوم ورقية رضي الله عنهما لعثمان بن عفان رضي الله عنه، وزوج ابنته فاطمة رضي الله عنها لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه. وهم أول العشرة المبشرين بالجنة كما في حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أبو بكرٍ في الجنَّةِ ، وعمرُ في الجنَّةِ ، وعليٌّ في الجنَّةِ ، وعثمانُ في الجنَّةِ ... ) الحديث. أخرجه أحمد (1/193) والترمذي (3747)، وأخرجه النسائي في (السنن الكبرى) (5/56)

ويدخلون دخولاً أولياً في كل آية من القرآن جاءت في الثناء على الصحابة رضي الله عنهم كقوله تعالى :(وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (100) (سورة التوبة) وقوله تعالى: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29) (سورة الفتح) وقوله تعالى :(لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) (8) (سورة الحشر) ، وقوله تعالى : (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا) (18) (سورة الفتح) ، وقوله تعالى: (لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (117) (سورة التوبة) ، وهم النواة الأولى التي تكونت منهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم التي هي خير أمة أخرجت للناس قال تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ۚ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ) (110) (سورة آل عمران) وفضائلهم كثيرة أشهر من أن تحصر حتى كُتبت فيها كتب وأبواب. ولقد توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو راض عنهم، ثم خلفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمته فجمعوا القرآن ونشروا السنة وجاهدوا في سبيل الله وجيشوا الجيوش لإعلاء كلمة الله تعالى.

ومع هذا كله عمد أعداء الله ورسوله وأعداء الإسلام والمسلمين إلى الطعن فيهم وتكفيرهم والخروج عليهم وقتلهم. وقد سخر الله تعالى الخلفاء الراشدين لخدمة الإسلام والمسلمين وجعل لهم فضلاً كبيراً على المسلمين، وثلاثة منهم استشهدوا في سبيل الله عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم. ولا ينكر صحبتهم وفضلهم وشهادتهم إلا رافضي مبتدع حاقد أو إباضي مبتدع حاسد.

فالرافضة كفّروا أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم والإباضية كفروا عثمان وعلي رضي الله عنهما. فكيف بهم إذا اجتمعت الخصوم بين يديه الله تعالى يوم القصاص الأكبر؟

الفريق الأول: فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - وزوجاته عائشة وحفصة وبناته أم كلثوم ورقية وفاطمة، وفيهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن والحسين رضي الله عنهم جميعاً.

والفريق الآخر: فيه الرافضة والإباضية. فممن سيقتص الله تعالى منه للآخر؟

فالحمد لله الذي عافانا ولم يجعلنا رافضة ولا إباضية . والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.