العمانيون من أطيب شعوب الخليج
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد : فمما اشتهر عن أهلنا العمانيين وبلا نزاع أنهم من أطيب أهل الخليج بل ربما هم بالعموم أطيبهم . والعمانيون معروفون بحسن أخلاقهم وطيب عشرتهم وكرمهم وهدوئهم ، فهم شعب مسالم جداً فيما بينهم ومع غيرهم . ولهم علاقات تاريخية مع أهل الكويت خاصة وقد عاصرتهم في طفولتي وعاصرهم غيري ممن هم في جيلي وأكبر مني فكان كثير منهم يعمل في الكويت ومنهم من صار كويتياً ولا فرق بيننا وبينهم ، نجتمع معهم في أمور كثيرة يصعب عدها . ولا أنسى الأخوين الشقيقين (سعيد و بخيت) كانا يسكنان في بيت والدي " سعد " رحمه الله تعالى . ولا أعلم إن كانا حيين أو ميتين رحمهما الله تعالى على كل حال . أتمنى لو أصل إليهما إذا كانا أحياءً ، وأذكر كان في يد أحدهما وهو (بخيت) عاهة ربما تكون علامة فارقة يعرف بها وهو أكبر من شقيقه سعيد . ولقد ظن بعض الناس أن ردودي على الإباضية عامة وعلى كبيرهم الشيخ أحمد الخليلي خاصة أن ذلك بغضاً وكراهيةً وتحاملاً على أهلنا في عمان . كلا والذي نفسي بيده وإنما أردت الدفاع عن الكتاب والسنة والصحابة الكرام رضي الله عنهم ، وعن العقيدة الصحيحة التي شوهها أهل البدع والأهواء ، وبيان الحق والتوحيد والسنة وإظهار معتقدات الإباضية الباطلة التي خالفت كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .وأردت أكشف عوارها للناس بالأدلة . خاصةً فيما يتعلق في مسألة رؤية الله تعالى في الآخرة وحكم مرتكب الكبيرة إن مات من غير توبة والقول في القرآن وفي أسماء الله وصفاته التي ألحد فيها الإباضية ومسألة تكفير ولي الأمر والخروج عليه وغير ذلك من الطوام التي ينشرونها ويجتهدون في نشرها سواء في محاضراتهم أو كتبهم أو قنواتهم أو مراسلاتهم . كما أنهم ينشرون ذلك الضلال المبين في أفريقيا وغيرها من البلدان ، فكان لابد من بيان الحق حتى لا يغتر بهم المسلمون وحتى لا يستمروا في إضلال الناس ، وليعرف الناس حقيقتهم وما يدعون إليه من الباطل المخالف للكتاب والسنة . وأردت الدفاع عن إخواننا طلاب العلم من أهل السنة الذين مازال الإباضيون يضايقونهم في مساجدهم فلا يسمحون لهم بإقامة المحاضرات والدروس التي تدعو إلى الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح ويحاولون بشتى الطرق الاستيلاء على مساجد أهل السنة وتعيين وكلاء إباضية عليها ولو كان المتبرع لبناء المسجد سنياً وقد يحدثون نزاعاً على بعض المساجد فيتم هدمه درءاً للفتنة ولا يترك لأهل السنة وقد حدث هذا بالفعل . ويجعلون لأهل السنة العراقيل والمراجعات الكثيرة عند طلبهم للحصول على تصريح للمحاضرات والدروس وبعد كل ذلك العناء والتعب لا يعطوهم التصريح . وفي بعض الأحيان تتم الوشاية ببعض طلبة العلم من أهل السنة وبعضهم تم سجنه بالفعل لا سيما خريجي الجامعات السعودية . وهذه الأفعال تخالف النظام العام المعروف والمشهور في سلطنة عمان . والله المستعان . وللعلم عمان تنقسم إلى عدة محافظات منها : الباطنة وهي ثاني محافظة من حيث التعداد السكاني بعد محافظة مسقط ، ومسندم في الشمال، وظفار في الجنوب ، والبريمي وجنوب الشرقية والوسطى ، وعامة أهل هذه المحافظات من أهل السنة والحمد لله وبعض المحافظات فيها أهل السنة مع الإباضية بنسب متفاوتة ومتقاربة في مسقط وشمال الشرقية والظاهرة وأما الداخلية فعامتها إباضية.
والسنة بشكل عام يشكلون النسبة الأكبر في التعداد ، يليهم الإباضية ثم الشيعة وهي الأقلية بنسبة لا تتجاوز 5% وعامتهم متجنسون وليسوا عمانيين ويتمركزون في مطرح والخابورة وصحار ولهم مشايخهم ودروسهم ومآتمهم بل ومراجعهم ومساجدهم الخاصة ومؤسساتهم الخيرية وإدارة خاصة في الاوقاف الجعفرية ويستقطبون الخطباء والعلماء الشيعة من إيران والعراق والبحرين دون أي مضايقة من الإباضية خلافاً لما يفعلونه بأهل السنة إذ لا يسمح لهم باستضافة علماء من أهل السنة لنشر التوحيد والعقيدة الصحيحة ويحاولون تشويه صورة العلماء بوصفهم وهابية ودواعش وأنهم كفار يريدون نشر التطرف والتشدد والتكفير ونحو ذلك من الأكاذيب ويعتبرون أهل السنة خاصة ممن هم على منهج السلف الصالح هم أشد أعدائهم فلا يمكنونهم من استضافة علماء السنة وانما يأتون بالثوريين ممن هم على منهج الإخوان المسلمين أو فرقة التبليغ والأحباب الصوفية على أنهم يمثلون أهل السنة ويظهرون التسامح مع أهل السنة وقد كذبوا فلا يأتون إلا من هو على شاكلتهم في الفكر الخارجي أو الصوفي أو الشيعي والله المستعان . وفي الحقيقة أن الخطر كل الخطر في فكر الإباضية الخارجي فقد حاول الإباضيون أن يعيدوا الإمامة إلى سلطنة عمان في عدة محاولات مع العلم بوجود حاكم في البلاد من أسرة ال سعيد لكنهم يريدون حكما مستقلاً عن حكم السلطان فينازعون السلطان في حكمه كلما سنحت لهم الفرصة وقد باءت محاولاتهم بالفشل، ومنازعة السلطان أمر من صلب عقيدتهم ومؤامراتهم تمر بمرحلتين الكتمان ثم الظهور وغير ذلك فهم خطر على الحاكم لأنهم إذ لا يرون له طاعة إن وقع في معصية ولو كانت صغيرة فيخططون للخروج عليه متى تيسر لهم ذلك وقد انتهت الإمامة عام 1951 عندما استولت على نزوى والحمد لله في عهد السلطان سعيد بن تيمور ، وفرَّ زعيمهم الإمام غالب بن علي الهنائي إلى السعودية وصارت لهم محاولات ونظموا انقلاباً ولكن فشلوا وتم القبض على أعضاء التنظيم وتم الحكم عليهم حتى عفا عنهم السلطان الراحل قابوس في عام 2005 . وهكذا هم خطر على السلطة لسوء معتقدهم وكلما حانت لهم الفرصة لإرجاع الإمامة لن يتوانوا في ذلك لحظة وسيكون أهل السنة في خطر بسبب معتقداتهم الفاسدة التي تبيح لهم القتل والسلب والسبي ونحو ذلك ولكن الله سلم ما تمكنوا من ذلك وخابوا مرتين في عهد السلطان قابوس وفي عهد والده . ومما اشتهر على مستوى الخليج أن السحر يكثر في عمان . والحق أن السحر يتعاطاه غالباً الإباضية في مناطقهم الداخلية ( نزوى ، بهلا ، منح ، الحمراء ، أدم ، إزكي ، سمائل و بدبد ) فهم يؤمنون بالسحر ويمارسونه بكثرة ، ولذلك لا تكاد تسمع كلمة من مشايخهم في إنكار السحر . والإباضية يسمون السحر " علماً " والذي يتعاطاه يسمونه "المعلم والعالم" " والباصر " ويقال أنهم سموه الباصر لأنه يبصر الغيب ويكشف المفقودات ، فمن فقد شيئاً يذهب للباصر يبصر له ما فقده . ويسمونه أيضاً " الشاطر " ويهددون به الناس . أما عامة العمانيين فهم بريئون من هذه الأعمال الشيطانية . وإحقاقاً للحق وإنصافاً للخلق أقول : أن العامة من الإباضية كذلك على خُلُق ومسالمون جداً ولكن البلاء في رؤوس الإباضية وعلمائهم ومشايخهم وكبرائهم ، فهم المنحرفون عن الفطرة الذين يعتقدون العقائد الباطلة الزائغة ويضلون أتباعهم . والذين يتحولون عن المذهب الإباضي إلى المذهب السني كثيرون ، بينما لا يكاد يتحول أحد من المذهب السني إلى المذهب الإباضي . والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات . وكبراء الإباضية ينشرون بين العوام أن الوهابية أي علماء السعودية يكفرون العمانيين وذلك بقصد التنفير لكي لا يسمعوا منهم شيئاً . لكن - ولله الحمد - انكشف أمرهم وبدأ الناس بالنفور منهم . ولعل أعظم سبب في ذلك تشدد الإباضية في أحكامهم على المسلمين فصاحب المعصية أو المقصر في الطاعة يحكمون عليه بالكفر ويسمونه " كفر النعمة " ويحكمون عليه بالبراءة ثم بالخلود في النار ويمنعون من الترحم عليه والاستغفار له ولو كان أقرب الأقربين . ويقولون لأتباعهم لا تترحموا على أمواتكم . فإذا كان والد أحدكم مدخناً أو قاصاً للحيته أو عنده صغيرة من الصغائر وكان مصراً عليها ، ومات فلا تصل عليه ، فلا تدع له بالرحمة ولا بالمغفرة وإنما ادع لغيره أو ادع واشترط فقل في صلاة الجنازة اللهم ارحم والدي إن كان أهلاً للرحمة واغفر له إن كان أهلاً للمغفرة ومفهوم هذا الدعاء أي وإن كان والدي ليس أهلاً للرحمة ولا للمغفرة فلا ترحمه ولا تغفر له . وهذا ما لا يطيقه المسلم السوي إذ كيف لا يستغفر لوالديه ولا يترحم عليهما لمجرد صغيرة من الصغائر بل حتى كبيرة من الكبائر ؟ فرحمة الله وسعت كل شيء فهو أرحم الراحمين وخير الغافرين وهو العفو الغفور فكيف يقال لا تدعوا لوالديكم ؟ لا شك أن هذه عقيدة فاسدة باطلة لا تطاق ولا تقبلها الفطر السليمة . بينما في عقيدة أهل السنة يرجى للمحسن ويخاف على المسيء . ويدعى للمسلمين بالعموم وبالخصوص وبالأخص للوالدين . ومما ينفر عوام الإباضية من مذهبهم بغض علماء الإباضية لكبار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما . حتى يتفاجأ الإباضي العامي ولا يكاد يصدق أن كتب الإباضية تصرح بكفر أصهار النبي صلى الله عليه وسلم عثمان وعلي رضي الله عنهما رواة القرآن الكريم عن النبي صلى الله عليه وسلم وهما اللذان بشرهما النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة وبالشهادة . وعامة أهل المشرق يقرؤون القرآن برواية حفص عن عاصم عن أبي عبد الرحمن السلمي و زر بن حبيش وقرأ كل منهما على عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهنا يتساءل الإباضي العامي هل يصدق عاقل أن الإباضية الذين يسمون أنفسهم أهل حق واستقامة يكفرون عثمان وعلي رضي الله عنهما ؟ فالذي يتعامل بالسحر ويتعاون مع الجن والشياطين " عالم " والذي يروي القرآن كاملاً عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كافر ؟‼️ إن هذا لشيء عجاب !! ومما أخذه عوام الإباضية على مشايخهم عامة وعلى المفتي أحمد الخليلي خاصة خيانتهم للسلطان إذ يقررون كفر الحاكم الذي لا يحكم بما أنزل الله ، بل ويكفرون عثمان وعلي رضي الله عنهما بأمور هي أقل شأناً مما عند السلطان فعلماء الإباضية حسب ما يقررونه في مجالسهم الخاصة إما أنهم متناقضون يكفرون عثمان وعلي رضي الله عنهما ولا يكفرون السلطان ، وإما أنهم يكفرون السلطان ومع ذلك يعملون عنده في أعلى المناصب وهذه خيانة عظمى . وأبشركم أن كثيراً من عوام الإباضية تخلوا عن هذا المذهب الباطل ومنهم من تواصل معي يعلن توبته وهدايته والفضل أولاً وآخراً لله رب العالمين ولا حول ولا قوة إلا بالله والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين