المحاورون للملحدين حيروا الملحد وزادوه إلحاداً !!
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والعاقبة للمتقين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فهذه فرضية افترضتها تحكي واقع المحاورين للملحدين فأقول وبالله أستعين :
عدد من محاورين للملحدين حاوروا ملحداً ، وبعد أخذ و ردّ ومجادلة ومحاورة قال الملحد : أين الله الذي تريدوني أن أؤمن به ؟ فقال المحاور الأول وهو سني : اللّهُ في السماء مستو على عرشه بائن من خلقه . وقال الثاني : اللّهُ ليس في أي جهة من الجهات . وقال الثالث : اللّهُ موجود بلا مكان وقال الرابع : لا يجوز السؤال عن اللّه بأين . وقال الخامس : اللّهُ في كل مكان . وقال السادس : كان الله قبل أن يخلق المكان وهو على ما كان . وقال السابع : عَلَيْك أولاً أن تشك بوجوده ثم تبحث في الأدلة . تُرى ماذا سيقول الملحد ؟ في ظني سيزداد الملحد إلحاداً ، وربما قال لهم : اتفقوا أولاً ثم تعالوا أكمل الحوار معكم .
وفي حوار آخر قال الملحد أروني الله الذي آمنتم به وتريدوني أن أؤمن به فقال الأول وهو سني : اللّهُ يعرف بآياته ومخلوقاته ومن آمن به وصدق رسوله دخل الجنة ، وفي الجنة أهلها يرون الله تعالى فيها وقال الثاني : اللّهُ لا يُرى لأننا لو قلنا يرى فقد جسمناه والله ليس بجسم . وقال الثالث : يُرى لكن ليس في جهة . قال الملحد : أولاً اتفقوا ثم تعالوا نكمل الحوار . وفي حوار جديد قال الملحد : لماذا لا يكلمنا الله ؟ فقال الأول وهو سني : اللّهُ يتكلم كيف شاء متى شاء بما شاء ، ويوم القيامة يكلم عباده ويسألهم ويحاسبهم . وقال الثاني : الله يتكلم بلا حرف ولا صوت وكلامه نفسي . وقال الثالث : اللّهُ يتكلم لكن كلامه مخلوق فيخلق الكلام في مخلوق من مخلوقاته فيتكلم ذلك المخلوق . قال الملحد : أولاً اتفقوا فيما بينكم ثم تعالوا نكمل المحاورة . وفي حوار جديد قال الملحد : هل إذا أردت أن أسأل الله حاجة من الحاجات أسأله مباشرة أو بواسطة ؟ قال الأول وهو سني : اسأله مباشرة بلا واسطة فإن الله يجيب دعوة الداعي إذا دعاه . وقال الثاني : اسأله بواسطة أحد الأولياء الصالحين وقال الثالث : توسل إليه بجاه النبي صلى الله عليه وسلم أو بجاه ولي من الأولياء . قال الملحد : أولاً اتفقوا فيما بينكم ثم تعالوا حاورني . أقول : هذه الخلافات العقدية هي التي رفعت من عدد الملحدين واللبراليين والعلمانيين ، حتى عند الغرب لما رأوا الكنيسة وتعليماتها عندها تناقضات وضعف علمي بالإضافة إلى أن أربابها يأكلون أموال الناس بالباطل أعرضوا عن الدين وتوجهوا إلى الإلحاد والإباحية ، ومن المسلمين من يتبع اليهود والنصارى حذو القذة بالقذة ، انحرافات عقدية وأكل أموال الناس بالباطل وسوء في الأخلاق وخيانات في المعاملات كل ذلك سبب في ارتفاع عدد الملحدين واللبراليين والعلمانيين . وما هو الحل ؟
الحل واضح يكون بالعودة إلى الدين الصحيح الذي أكمله الله تعالى وأتم به النعمة ورضيه لنا ديناً .
قال تعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) (3) (سورة المائدة) . دينٌ أكمله الله لنا وأتم به علينا نعمته ورضيه لنا ديناً فالواجب أن نبحث عنه ، ولا نبحث عن غيره . والواجب أن نأخذ بالدين كله ولا ندع منه شيئاً للأهواء لا من الجانب العقدي (النظري) ولا العملي . وفي الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه (34) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (ذاقَ طَعْمَ الإيمانِ مَن رَضِيَ باللَّهِ رَبًّا، وبالإسْلامِ دِينًا، وبِمُحَمَّدٍ رَسولًا) ، فيا أصحاب صناعة المحاور ويا صاحب مركز بينات تعالوا معنا إلى هذا المنهج القويم في الدعوة إلى الله تعالى ، ولا تحرصوا على التجميع والتكثيف والتباهي بأكبر عدد يمكن جمعه من الشباب كما هي طريقة الإخوان والسرورية والتبليغ .
أسأل الله تعالى لي ولكم التوفيق والسداد .
والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .