موقع الشيخ
حفظه الله
سالم بن سعد الطويل

المحاورون للملحدين حيروا الملحد وزادوه إلحاداً !!

19 شعبان 1444 |

الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والعاقبة للمتقين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :

فهذه فرضية افترضتها تحكي واقع المحاورين للملحدين فأقول وبالله أستعين :

عدد من محاورين للملحدين حاوروا ملحداً ، وبعد أخذ و ردّ ومجادلة ومحاورة قال الملحد : أين الله الذي تريدوني أن أؤمن به ؟ فقال المحاور الأول وهو سني : اللّهُ في السماء مستو على عرشه بائن من خلقه . وقال الثاني : اللّهُ ليس في أي جهة من الجهات . وقال الثالث : اللّهُ موجود بلا مكان وقال الرابع : لا يجوز السؤال عن اللّه بأين . وقال الخامس : اللّهُ في كل مكان . وقال السادس : كان الله قبل أن يخلق المكان وهو على ما كان . وقال السابع : عَلَيْك أولاً أن تشك بوجوده ثم تبحث في الأدلة . تُرى ماذا سيقول الملحد ؟ في ظني سيزداد الملحد إلحاداً ، وربما قال لهم : اتفقوا أولاً ثم تعالوا أكمل الحوار معكم .

وفي حوار آخر قال الملحد أروني الله الذي آمنتم به وتريدوني أن أؤمن به فقال الأول وهو سني : اللّهُ يعرف بآياته ومخلوقاته ومن آمن به وصدق رسوله دخل الجنة ، وفي الجنة أهلها يرون الله تعالى فيها وقال الثاني : اللّهُ لا يُرى لأننا لو قلنا يرى فقد جسمناه والله ليس بجسم . وقال الثالث : يُرى لكن ليس في جهة . قال الملحد : أولاً اتفقوا ثم تعالوا نكمل الحوار . وفي حوار جديد قال الملحد : لماذا لا يكلمنا الله ؟ فقال الأول وهو سني : اللّهُ يتكلم كيف شاء متى شاء بما شاء ، ويوم القيامة يكلم عباده ويسألهم ويحاسبهم . وقال الثاني : الله يتكلم بلا حرف ولا صوت وكلامه نفسي . وقال الثالث : اللّهُ يتكلم لكن كلامه مخلوق فيخلق الكلام في مخلوق من مخلوقاته فيتكلم ذلك المخلوق . قال الملحد : أولاً اتفقوا فيما بينكم ثم تعالوا نكمل المحاورة . وفي حوار جديد قال الملحد : هل إذا أردت أن أسأل الله حاجة من الحاجات أسأله مباشرة أو بواسطة ؟ قال الأول وهو سني : اسأله مباشرة بلا واسطة فإن الله يجيب دعوة الداعي إذا دعاه . وقال الثاني : اسأله بواسطة أحد الأولياء الصالحين وقال الثالث : توسل إليه بجاه النبي صلى الله عليه وسلم أو بجاه ولي من الأولياء . قال الملحد : أولاً اتفقوا فيما بينكم ثم تعالوا حاورني . أقول : هذه الخلافات العقدية هي التي رفعت من عدد الملحدين واللبراليين والعلمانيين ، حتى عند الغرب لما رأوا الكنيسة وتعليماتها عندها تناقضات وضعف علمي بالإضافة إلى أن أربابها يأكلون أموال الناس بالباطل أعرضوا عن الدين وتوجهوا إلى الإلحاد والإباحية ، ومن المسلمين من يتبع اليهود والنصارى حذو القذة بالقذة ، انحرافات عقدية وأكل أموال الناس بالباطل وسوء في الأخلاق وخيانات في المعاملات كل ذلك سبب في ارتفاع عدد الملحدين واللبراليين والعلمانيين . وما هو الحل ؟

الحل واضح يكون بالعودة إلى الدين الصحيح الذي أكمله الله تعالى وأتم به النعمة ورضيه لنا ديناً .

قال تعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) (3) (سورة المائدة) . دينٌ أكمله الله لنا وأتم به علينا نعمته ورضيه لنا ديناً فالواجب أن نبحث عنه ، ولا نبحث عن غيره . والواجب أن نأخذ بالدين كله ولا ندع منه شيئاً للأهواء لا من الجانب العقدي (النظري) ولا العملي . وفي الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه (34) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (ذاقَ طَعْمَ الإيمانِ مَن رَضِيَ باللَّهِ رَبًّا، وبالإسْلامِ دِينًا، وبِمُحَمَّدٍ رَسولًا) ، فيا أصحاب صناعة المحاور ويا صاحب مركز بينات تعالوا معنا إلى هذا المنهج القويم في الدعوة إلى الله تعالى ، ولا تحرصوا على التجميع والتكثيف والتباهي بأكبر عدد يمكن جمعه من الشباب كما هي طريقة الإخوان والسرورية والتبليغ .

أسأل الله تعالى لي ولكم التوفيق والسداد .

والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

المقالات