الجامية حزب أم فرقة أم طائفة أم مذهب؟! (١)
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والعاقبة للمتقين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فهذا حوار بين شيخ وشاب تائه قد غرر به بعض المغرضين من الأحزاب المنحرفين كتبته نصرة للحق ونصيحة للخلق والله تعالى وحده أرجو أن يقبله مني على ضعف في كبير فأقول وبالله وأستعين وعليه أتوكل وإليه أنيب:
التائه: السلام عليك يا شيخ ورحمة الله.
الشيخ: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته حياك الله كيف حالك؟
التائه: بخير والحمد لله.
الشيخ: كيف حال دراستك؟ وكيف أجواء الجامعة؟
التائه: الحمد لله الدراسة كما تحب والأجواء كما تعلم أحزاب ومذاهب وطائفية، لا وقد ظهرت جماعة جديدة تطلق على نفسها (الجامية).
الشيخ: ما سمعت قط عن جماعة ولا طائفة ولا فرقة تطلق على نفسها (الجامية).
التائه: سبحان الله!! لكني أسمع فيها كثيراً.
الشيخ: لعلك لم تنتبه لكلامك ولا لكلامي فأنت تقول تطلق على (نفسها) فقلت لم أسمع من أطلق على (نفسه).
التائه: ما شاء الله عليك يا شيخ أنت دقيق جداً، نعم نعم يطلقون عليها (الجامية) ولم تطلق على نفسها.
الشيخ: وهؤلاء لماذا أطلقوا عليهم (الجامية)؟
التائه: بصراحة لا أعلم سمعت الناس يقولون فقلت مثل ما يقولون.
الشيخ: لقد ذكرتني بأحد الأخوة يقول منذ ثلاثين سنة وأنا أذكر الله وأقول: (ولا ينفع ذا الجد منك الجد) ولا أعلم معناها لكن أكررها كالببغاء!!
التائه: وصلتْ وصلتْ وفضيلتك تقصد ألا أكرر كلمة (جامية) وأنا لا أعرف معناها.
الشيخ: الله يفتح لك هذا ما قصدته.
التائه: لن أكون ببغاء ولست مستعداً أن أصيب قوماً بجهالة فأصبح على ما فعلت من النادمين فهلا بينت لي لأنني لا أعلم (الجامية) اشتقاقاً من ماذا ولا نسبة إلى ماذا؟
الشيخ: أحد العلماء الأفاضل من بلاد الحبشة اسمه محمد أمان بن علي جامي ولد سنة 1349هـ في الحبشة وتعلم فيها وحفظ القرآن في نشأته وبعض علوم العربية والفقه ثم خرج من الحبشة إلى الصومال وركب البحر إلى عدن متحملاً المصاعب والمخاطر في البر والبحر ثم سار إلى الحديدة على البحر الأحمر شمال اليمن.
التائه: الله أكبر كم تحمل من المشاق؟!
الشيخ: بل استمر ماشياً على الأقدام فوصل (صامطة) في الجنوب ومنها على الأقدام إلى مكة!!
التائه: سبحان الله كيف يطيق هذا؟!
الشيخ: في سبيل أداء فريضة الحج وطلب العلم يهون كل شيء.
التائه: في أي عام أدى فريضة الحج؟ ومتى بدأ طلب العلم؟ وعلى من تتلمذ؟ والله اشتقت أن أعرف عن هذا الشيخ.
الشيخ: كان هذا في عام 1369هـ
التائه: ما شاء الله يعني قبل ولادة أمي وأبي، لا حول ولا قوة إلا بالله ليتني حفظت لساني، أستغفر الله وأتوب إليه.
الشيخ: مالك؟
التائه: لقد احتقرت نفسي فطالما انتقصته ولا أدري.
الشيخ: العاقل من إذا رأى من هو أكبر منه قال: سبقني بالإسلام وإذا رأى من هو أصغر منه قال: سبقته بالذنوب.
التائه: اكمل يا فضيلة الشيخ عن سيرة هذا الشيخ الكبير.
الشيخ: لقد وفق الله تعالى الشيخ العلامة محمد أمان الجامي رحمه الله فأدرك وتتلمذ على أكبر علماء أهل السنة في عصره فهم ما بين أساتذته وزملائه فاستفاد منهم كثيرا علماً وأدباً وجهاداً فنفعه الله تعالى ونفع به.
التائه: مثل مَنْ مِنْ العلماء؟
الشيخ: مثل الشيخ العلامة المحدث الفقيه المفتي سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى.
التائه: ما شاء الله الشيخ الجامي من تلاميذ الشيخ بن باز رحمة الله عليه.؟!
الشيخ: نعم تلميذه ولكن ليس باصطلاح اليوم.
التائه: إيش تعني باصطلاح اليوم؟
الشيخ: اليوم كل من اراد ترويج نفسه قال أنا من تلاميذ الشيخ فلان والشيخ فلان فأنت تعلم أن الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى عاش نحو تسعين سنة ودرس أكثر من خمس وستين سنة وحضر لدرسه الآلاف بل عشرات الآلاف فليس كل من زار الشيخ أو سمع له درساً استحق أن يكون تلميذا له والتصق اسمه باسمه. التائه: والله يا فضيلة الشيخ إن كلامك في الصميم لقد حضرت لأحد المحاضرين زارنا في الكويت وألقى محاضرة في السوق في أحد المجمعات التجارية وكان أشبه بالمهرج إنما جاء ليضحك البنات والشباب وقد لبس (البشت) وسلطت عليه الكاميرات وأمام النساء المتبرجات وإذا تكلم اسمعه يقول شيخنا العثيمين شيخناالفوزان وأنا أقول في نفسي كيف يتخرج من المشايخ هذا الذي أقرب ما يكون ممثلا (كوميدياً)؟!
الشيخ: والآن فهمتَ؟
التائه: الظاهر حضر درساً أو درسين وكلما تكلم قال: قال شيخنا فلان.
الشيخ: وأسوأ من هذا أولئك أصحاب المناهج الثورية والتكفيرية الذين يحضرون عند العلماء فيأخذون عنهم فقه العبادات والمعاملات أما فكر المناهج والسياسات فيأخذون ذلك فمن آخرين!!
التائه: الله المستعان أنا كنت أظن كل واحد جاء من السعودية ولبس البشت معناهُ في عقيدته ومنهجه على الصراط المستقيم!
الشيخ: الله المستعان ليس الأمر كما كنت تظن.
التائه: يعني الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله تعالى من طلاب الشيخ ابن باز رحمه الله حقاً وحقيقة؟
الشيخ: تعرف الشيخ محمد أمان رحمه الله في مكة على الشيخ ابن باز رحمه الله في أوائل السبعينات الهجرية يعني قبل خمسين سنة وصحبه في سفره إلى الرياض لما افتتح المعهد العلمي ولازمه في حِلَق العلم واستفاد وتأثر بسماحة المفتي العلامة الفقيه الأصولي محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله الذي كان شيخ الشيخ ابن باز.
التائه: لا أكاد أصدق كيف يجترئون على الشيخ محمد أمان رحمه الله وهو تلميذ هؤلاء الأعلام؟!
الشيخ: بل أخذ العلم بالرياض على فضيلة الشيخ العلامة المفسر محمد الأمين الشنقيطي وفضيلة الشيخ العلامة المحدث حماد الأنصاري، وتأثر بالشيخ عبد الرزاق عفيفي واستفاد من الشيخ العلامة عبد الرحمن السعدي وكان بينهما مراسلات، وتعلم واستفاد من الشيخ العلامة محمد خليل هراس رحمه الله وكان متأثرا به كما استفاد من فضيلة الشيخ عبد الله القرعاوي رحمه الله.
التائه: إذا لماذا خرج عن مشايخه بفكر جديد؟!
الشيخ: من قال إنه خرج عن مشايخه؟
التائه: هكذا سمعت.
الشيخ: سبحان الله لقد اتفقنا ألا نكون كالببغاء أليس كذلك؟
التائه: بلى استغفر الله لكن أليس الطعن بالشيخ محمد أمان رحمه الله طعناً بمشايخه خصوصا إذا كان لم يخرج عليهم بشيء ولم يخالفهم في عقيدة ولا منهج؟
الشيخ: بلى هذا الواقع.
التائه: لماذا لا نطالب الطاعنين في الشيخ محمد أمان الجامي بالأدلة لبيان الفروق؟
الشيخ: هذا الواجب عليك منذ سمعت هؤلاء يطعنون ويلمزون أليس كذلك؟
التائه: بلى والله.
الشيخ: الآن ضاق الوقت وحضر وقت الصلاة ولعل في مجلس قادم أبين لك دوافع طعن أولئك بالشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله تعالى.