موقع الشيخ
حفظه الله
سالم بن سعد الطويل

70 - تعقيب صوتي للشيخ سالم بن سعد الطويل على الدكتور عجيل النشمي في قوله بجواز التحالف مع الشيعة

2012-01-09
10 دقيقة 4 MB حفظ
الحمد لله وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد: ففي هذه الليلة ، ليلة الاثنين 15 من صفر لعام 1433 هـ الموافق ليلة التاسع من الشهر الأول لعام 2012م، محدثكم سالم بن سعد الطويل، طلب مني بعض الإخوة التعليق إلى ما ذهب إليه الدكتور عجيل النشمي وفقه الله للحق وهداه إلى الطريق المستقيم، مما صرح به مؤخراً بجواز التحالف مع الرافضة وأطلق عليهم الشيعة في الانتخابات وإيصالهم إلى مجلس البرلمان، فأقول بالله أستعين وعليه أتوكل وإليه أنيب، أن هذا الذي ذهب إليه الدكتور عجيل – غفر الله له ولوالديه – باطل لأنه يريد من حيث يشعر أو لا يشعر أن يمكن الرافضة من رقاب المسلمين، لا سيما في هذه الأيام التي ظهرت مخططاتهم ووعيدهم بأهل السنة بالمنطقة عامة، سواءً كان في الخليج أو اليمن أو سوريا أو لبنان، يريدون أن يتحكموا ببلاد المسلمين وقد فعلوا في بعضها كما – تقريبا – ظهرت لهم الأمور في العراق، ومنذ عشرات السنين تمكنوا من بلاد الشام، وها هم ينتشرون كالسرطان في بلاد المسلمين؛ اليمن وفي شرق المملكة العربية السعودية وفي البحرين، وهنا خلايا نائمة بل و مستيقظة في الكويت، يكيدون لأهل السنة، فكيف يقال والحال هذه يجوز أن نتعاون معهم ونتحالف معهم لإيصال بعضهم ونمكن بعضهم من رقاب المسلمين. هذا حقيقة كلام باطل و خطير، ولعل من دفعه إلى هذا القول لأنه ينتسب إلى جماعة الإخوان المسلمين، الذين لهم مواقف كثيرة من التعاون والتنسيق مع الرافضة، منذ أسست هذه الجماعة على يدي مؤسسها حسن البنا، وهم يعملون على التقريب مع الرافضة، ويشهد عليهم ذلك كتاباتهم وصورهم المصورة، وزياراتهم المستمرة إلى إيران، كما يفعل ذلك الطفل المدلل لجماعة الإخوان (حركة حماس) فيذهبون إلى إيران ويأخذون الأموال، ويضعون الزهور على قبر الخوميني ويترحمون عليه، ويصفون خميني بأمير المؤمنين، وغير ذلك مما هو مشهود ومعلوم، حتى صرح بعضهم أنه لا بأس أن تحكم الأكثرية في البحرين وهو من حزب الإخوان المسلمين من حزب الدكتور عجيل نشمي أقصد بذلك الدكتور طارق سويدان، الذي صرح بالصوت والصورة وهو الذي جلس جلسة خاصة وصور نفسه وقال: "لا بأس أن تحكم الشيعة في البحرين، بما أنهم هم الأغلبية أو الأكثرية وهذا مقتضى الديمقراطية. فنحن نخشى على المسلمين وعلى دينا وعلى أهل السنة وعلى بلادنا من هذه الفتاوى التي تصدر من الإخوان المسلمين سواء من الدكتور عجيل النشمي أو من الدكتور يوسف القرضاوي أو من الدكتور طارق سويدان أو غير هؤلاء من الرؤوس و الرموز الذين أقاموا دعوتهم على التنظيم السياسي والتعاون والترتيب والدعم وغير ذلك مما هو في السياسة وليس من الدين في شيء، وإلا هل بقي أحد يجهل عداوة هؤلاء القديمة والمعاصرة لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ هل بقي أحد يخفى عليه عداوة هؤلاء لأهل السنة؟ إذا كان عندهم أبو بكر وعمر كفار وطواغيت كما قال الخميني في كتاب له في دعاء عليه ختمه يقول فيه - قبحه الله - : "اللهم العن صنمي قريش وجبتيهما وطاغوتيهما وابنتيهما أبا بكر و عمر"، فإذا كانت عداوته هذا المبلغ كيف نتعاون معه، وكيف نمد يد العون إليه وكيف نسهم في إيصاله إلى مجلس البرلمان حتى يتسلط على رقاب المسلمين، فإن قال قائل كما يقول الدكتور عجيل هو نفسه، يقول: "لا بأس بالتحالف مع المشركين"، فقاموا عليه قالوا: "هل تقصد أن الشيعة مشركون؟ "وإذا به تدارك نفسه وقال: "قصدت إذا كان يجوز التحالف مع المشركين، فمن باب أولى جواز التحالف مع المسلمين الشيعة"!!، فهكذا خرجت منه هذه الكلمة، فقاموا عليه، فتراجع أو تدارك نفسه فقال: "قصدت من باب أولى إذا كان المشركون يجوز التحالف معهم لأمر فيه مصلحة عامة للمسلمين فكيف بالتحالف مع الشيعة المسلمين ؟". أقول لا يستطيع الدكتور عجيل النشمي و لا غيره من دعاة الإخوان المسلمين أن يقول عن الشيعة أنهم مبتدعة، لا يستطيع أن يقول ذلك فضلا على أنهم مشركون، فهؤلاء إما أن أنهم يداهنون هؤلاء، أو أنهم لا يعرفون الشرك أصلاً، أو أنهم للأسف الشديد يدل على ضعف دعوة التوحيد عندهم، وإلا ما هو الشرك ؟ عبادة غير الله، الذي يقول يا فلان يا حسين يا قائم يا علي يا رضا يا كذا وكذا من دعاء لغير الله، أليس هذا مشرك ؟ أما قال الله في كتابه: ﴿وَإِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ﴾ [البقرة: ١٦٣]؟ أما قال الله في كتابه: ولا تدعو مع الله إلها آخر ؟ أما قال الله في كتابه: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّـهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّـهِ أَحَدًا﴾ [الجن: ١٨] ؟ أما قال الله في كتابه: ﴿وَقَالَ رَ‌بُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُ‌ونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِ‌ينَ﴾ [غافر: ٦٠]، وهؤلاء صراحة بالصوت والصورة ويدعون غير الله يعني يعبدون غير الله، النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما رواه الترمذي عنه في جامعه وهو حديث صحيح: (الدعاء هو العبادة)؛ فمن دعا غير الله أي من عبد غير الله، هل يستطيع أن يقول الدكتور عجيل النشمي – وفقه الله إلى الخير وهداه إلى الصراط المستقيم ورده رداً جميلا إلى الحق، هل يستطيع أن يقول هؤلاء يدعون غير الله ؟ هؤلاء يكفرون أصحاب النبي صلى ؟ ما يسطيع ! ولكن يقول مسلمون ويجوز التحالف معهم، فإلى ماذا هذه المجاملة وهم لا يجاملون !! يكاد أن تنطبق علينا قول الله تعالى: ﴿هَا أَنتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ﴾ [آل عمران: ١١٩] ويسرني جدا ما نشر قبل أسابيع مما قاله الدكتور نبيل الطبطبائي: قال: "حبنا للشيعة من طرف واحد نحبهم ولا يحبوننا"، حب من طرف واحد، هم أجرأ في باطنهم من جرأتنا بحقنا، نحن نبغضهم في الله، ونتقرب إلى الله ببغضهم لأنهم كفروا بالله عز وجل، فيدعون غير الله ويذبحون لغير الله وينذرون لغير الله، ويخافون غير الله، ويرجون غير الله، ويعتقدون أن القرآن محرّف، وأن الصحابة كفار، ويطعنون بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يقيمون لكتاب الله وزناً، فلا براءة عائشة كفتهم التي أنزل الله في كتابه، ولا رضى الله عن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم كفتهم التي ذكرها الله في كتابه، فكيف يجوز أن نقول أنهم مسلمون ونتحالف معهم؟ أسأل الله أن يظهر الحق وينصر أهله، ويجعلنا منهم، وأن يتوب ويهدي الدكتور عجيل نشمي وفقه الله إلى الصراط المستقيم، أقول ما تسمعون والله أعلم، وصلى الله وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. الشيخ سالم بن سعد الطويل وفقه الله 1433/02/15 هـ 2012/01/09 م
المحاضرات