قال ابن القيم - رحمه الله - : ومارأيت أحد أجمع لهذه الخصال من شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - ، وكان بعض أصحابه الأكابر يقول :[ وددت أني لأصحابي مثله لأعدائه وخصومه ] .وما رأيته يدعو على أحد منهم قط ، وكان يدعو لهم ، وجئت يوما مبشرا له بموت أكبر أعدائه وأشدهم عداوة وأذى له ، فنهرني وتنكر لي واسترجع ، ثم قام من فوره إلى بيت أهله فعزاهم ، وقال :[ إني لكم مكانه ، ولا يكون لكم أمر تحتاجون فيه إلى مساعدة إلا وساعدتكم فيه ] ، - ونحو هذا من الكلام - ، فسروا به ودعوا له وعظموا له هذه الحال منه ، فرحمه الله ورضي عنه